كتاب " حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي " ، تأليف الاب يواكيم مبارك ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

حول لبنان وفلسطين والحوار الإسلامي ـ المسيحي
3 . إحياء النهضة العربية
3 . 1 إن إحياء النهضة العربية هو أولا ً تعزيز ، ما بين الخليج والمحيط ، استمرارية لا حدود لها للغة والثقافة العربية تمتد من امرئ القيس إلى جبران خليل جبران ، أي ْ بمعنى آخر من «الجاهلية» إلى الحداثة العربية الإسلامية .
3 . 2 وبناء ً على تعزيز هذه الاستمرارية الطويلة المدى ، فإن إحياء النهضة العربية هو أن ننكر للإسلام أن يكون أصل العروبة أو أن يمارس عليها حق الهيمنة . ولكن لأن الإسلام ظهر باللغة العربية ووهبها أسمى عباراتها ونشرها لدى الشعوب غير العربية التي اعتنقت الإسلام ، فإن إحياء النهضة العربية هو أن نسل ّ م بأن المسيحيين الذين كانوا طرفا ً في هذا التحول قد دخلوا بكل ثبات في التيار الإسلامي للعروبة وأصبحت ثقافتهم ، حسب أمنية كمال جنبلاط ، مؤسلمة . فقدموا بهذا دليلا ً فريدا ً عن حرية الكنيسة المسيحية وسط الأديان والثقافات الأخرى .
3 . 3 وبناء ً على تحديد وتعزيز وحدة واستمرارية اللغة العربية وثقافتها ، فإن إحياء النهضة لا يمكن له أن يتم في إطار المطالبة بمعايير الحداثة الأوروبية التي ينادي بها خير العناصر العربية والإسلامية إضافة إلى المسيحيين ، مطالبة تزداد عزما ً وتصميما ً في ضوء انبثاق مختلف أنواع الأصوليات الدينية المتشددة . إن الهدف المنشود هو أن ن ُ خضع التراث العربي بمجمله للنقد الكامل ، سواء في المجال الديني أو الفلسفي أو الأدبي ، وذلك ليس لرد بعض منه وإنما «لإضفاء معان أكثر نقاء على كلمات القبيلة» (10) .
3 . 4 إن إحياء النهضة العربية هو أن نقر ّ في نطاق هذه المراجعة الجذرية أن ما من ثقافة عربية جديرة بهذا الاسم دون تقدير للمساهمات التي سبقت هذه الثقافة ، خصوصاً تلك التي جاءت عن طريق اليونانية والسريانية . وهو أن نؤكد أن ما من ثقافة عربية في أيامنا هذه دون تفاعل مع مجالات الحداثة الجيوثقافية التي تحتل فيها الفرانكفونية بالنسبة إلى العروبة مكانا ً مميزا ً.
3 . 5 وبما أن لبنان ملتقى التراث ومنبعه المتأثر بلهيب الحداثة ، فإن إحياء النهضة العربية هو أن نمتنع عن القول بأن للبنان وجها ً عربيا ً، بل لنقل إن العروبة تبقى منزوعة الوجه طالما أن لبنان ليس وجه العروبة .