قراءة كتاب العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد

العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد

كتاب " العلاقات العربية الساسانية خلال القرنين الخامس والسادس للميلاد" ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 4

وكان البلاذري (ت 279 هـ) قد تحدث في كتابه (انساب الاشراف عن (الايلاف)) وهي العهود التي اخذها بعض تحار مكة من ملوك الدول المجاورة كما تطرق الى بعض المواضيع الاخرى مثل الحملة الحبشية على مكة وفشلها واشار الى ملوك كندة.

وامدنا ((البدء والتاريخ) للمقدسي) بمعلومات عن الحركة المانوية والمزدكية([14])كذلك عن علاقة الساسانيين بالعرب في الحيرة من خلال تنشئة بهرام جور بن يزدجرد الاثيم في بلاطها ([15])، اضافة الى ما وقع للعرب على يد سابور ذي الاكتاف([16])، كما كتب عن غزو الحبشة لليمن. والحملة الساسانية عليها بعد ثورة سيف بن ذي يزن([17]).

اما ابن الاثير فكتابه " الكامل في التاريخ " (ت 630 هـ) (فهو يتابع الطبري وينقل عنه احيانا نقلا يكاد يكون حرفيا، لكنه يناقش بعض الاحداث التاريخية وينقدها فيفندها احيانا كما فعل اثناء تعرضه للرواية القائلة بأن العرب في ايام شمر يرعش هاجموا بلاد فارس فقتلوا قباذا ([18])، ويتميز ابن الاثير بنظرة شاملة الى التاريخ.

وكان الشهرستاني في كتابه ((الملل والنحل)) قد تحدث عن ماني ودعوته ومقتله على يد سابور وهرمز. كما تحدث عن دعوة مزدك الاباحية، وكذلك اشارات البيروني في كتابه ((الاثار الباقية عن القرون الخالية)) الى هاتين الحركتين.

اما ابن النديم ففي كتابه (الفهرست) اشار الى ماني ودعوته وانتشارها في بلاد ما وراء النهر ومؤلفاته التي الفها وكان احدها باللغة السريانية.

اما ابن حبيب فقد كتب باختصار عن ملوك الحيرة، فترك لنا قائمة باسمائهم شبيهة بتلك التي جاءت في كتاب الخوارزمي((مفاتيح العلوم)) ولم يدخل الاثنان في هذا الموضوع بأية تفاصيل، وقد أشار ابن حبيب في كتابيه (المحبر) و (المنمق) الى بعض الجوانب الاقتصادية التي تتعلق بتجارة مكة كأصحاب الإيلاف وأسواق العرب في الجاهلية. وكتب باختصار عن ملوك بني ساسان، وملوك حمير في اليمن وملوك كندة والغساسنة ([19]).

ويعتبر ابن سعيد في كتابه (نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب) وهو (مخطوط) مقلد: لمن سبقه من المؤرخين العرب من حيث المنهج فهو قد كتب عن الحيرة وملوكها، وكندة وبني أكل المرار. وال جفنة وملوك اليمن.

ولكنه عندما يتحدث عن العلاقة بين الحارث الكندي الذي دخل في دين مزدك كما يرى، والملك قباذ فانه يورد نصا خطيرا مفاده ان قباذ طلب من الحارث الكندي نشر الدين المزدكي في مكة وتهامة ونجد فلما ارسل الحارث الى اهل مكة بذلك رفض عبد مناف التخلي عن دين اجداده دين اسماعيل وإبراهيم، فلما رد الحارث بذلك الخبر الى قباذ امره الاخير بان يتوجه الى مكة فيهدم الكعبة ويزيل رياسة بني قصي عنها، ولكن الحارث داخلته حمية العرب، كما يقول، فدرا قباذ عنهم وشغله بغيرهم([20])، واذا صحت رواية ابن سعيد فيكون قباذ قد سبق ابرهة في محاولته غزو مكة وهدم الكعبة، كما تناقل ذلك الاخباريون العرب، كما ان درأ قباذ من قبل الحارث عن تنفيذ هذا العمل انحياز من قبل الحارث الى بني قومه من العرب في مكة.

كذلك فان ابن سعيد يتحدث عن نفوذ ساساني في يثرب متابعا في ذلك لابن خردذابه حيث يستند الاخير الى بيت شعر لاحد شعراء يثرب يقول:

نؤدي الخرج بعد خراج كسرى

وخرج من قريظة والنضير

ومع ذلك فهناك ارتياب لدى المؤرخين المحدثين في قبول رواية ابن خردذابه او ابن سعيد ([21]).

ويعتبر الثعالبي (ت 429 هـ) من اكثر المؤرخين العرب عناية باخبار الفرس ففي كتابه (تاريخ غرر السير في اخبار ملوك الفرس) فانه يتحدث عن الدول الفارسية التي قامت في بلاد ايران. ثم ينتهي كتابه وهو يتحدث عن ملوك الدول الساسانية، الا انه يضفي على ملوكها هالة من العظمة والبطولة، فكتابه مليء بالاساطير التي لا تعد من التاريخ بشيء، ولكن ذلك لا ينفي فائدة الكتاب في جوانب اخرى وخاصة عندما يتحدث عن المانوية والمزدكية وصلة الساسانيين بملوك الحيرة.

اما ابو البقاء، هبة الله: ففي كتابه: المناقب المزيدية في اخبار الملوك الاسدية، فانه لم يأت بجديد وانما تابع ونقل عمن سبقه من المؤرخين العرب.

وقد تناول كتاب الجغرافية المسلمين، الاقاليم وحدودها، وسكنتها واجناسهم واديانهم وعاداتهم، وطرق المواصلات المسلوكة انذاك، بين تلك الشعوب والامم ومن بين هذه الامم الفرس. فذكروا اقليم فارس وتحدثوا عن مدنه وما اشتهرت به من نشاط اقتصادي، زراعياً كان ام صناعياً او تجارياً، كابن خردذابه في كتابه المسالك والممالك. وابن الفقيه في كتابه (مختصر كتاب البلدان) وابن رسته في كتابه (الاعلاق النفيسة).

اما المراجع الحديثة فقد اسهمت اسهاما جديا في سد الثغرات التي تركتها شحة بعض المعلومات في المصادر الاولية. وكان ارثر كريستنسن في كتابه (ايران في عهد الساسانيين) من المراجع المهمة في هذا الميدان فقد كتب عن الدولة الساسانية منذ قيامها وحتى سقوطها وتعرض لنظامها السياسي والاجتماعي والاقتصادي وعن علاقتها بالامم الاخرى، ناقدا الروايات المعاصرة ومحللاً تحليلاً دقيقا لنظامها الطبقي.

اما جواد علي ففي كتابه: (تاريخ العرب قبل الاسلام) و (المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام) لم يترك شيئا مثيراً للاهتمام في تاريخ العرب قبل الاسلام الا وتناوله.

وهناك مراجع اخرى كانت مفيدة لنا اثناء البحث مثل: نولدكه (امراء غسان) و Sykes في كتابه Ahistory of Persia و Lambton في كتابها Land Lords and peasants in persia، حيث تناولت مسألة الملكية ونظام القنانة واوضاع الفلاحين السيئة في ظل النظام الساساني، وكذلك امدنا Ghirshman في كتابه Iran بمعلومات مفيدة عن الدولة الساسانية.

كما ان كتاب صالح احمد العلي (محاضرات في تاريخ العرب) تضمن معلومات مهمة عن العرب في الجزيرة واطرافها وعلاقاتهم بالدول المجاورة فتحدث عن ملوك الحيرة والغساسنة وملوك اليمن ومكة وتجارتها فكان مفيداً لنا في الكتاب.

الصفحات