أنت هنا

قراءة كتاب مقالات في الأدب الفكر والشعر والسير

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مقالات في الأدب الفكر والشعر والسير

مقالات في الأدب الفكر والشعر والسير

كتاب " مقالات في الأدب الفكر والشعر والسير " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار غيداء
الصفحة رقم: 10

ولا يتوانى المحقق ألعاشور في صنعِ الفهارسِ التكميليةِ والعلميةِ المهمةِ حتَّى لأبسطِ الأعمال المحققةِ التي يقومُ بها. تدفعُهُ إلى ذلك خطواتِ المنهجِ العلمي السديدِ الذي يسيرُ عليه. والأمانة العلمية للذين أخذ منهم، وشكر فضلهم في التحقيق والصنعة والتخريج، من أمثال الدكتور المحقق محمد جبار المعيبد، والمحقق الدكتور هاشم الطعّان _يرحمهما الله_...وغيرهما.

وفي تحقيقه لديوان محمد بن حازم الباهلي (ت217أو 218هـ)، الذي نُشر مؤخراً عن دار تموز في دمشق، لسنة 2011، في 180 صحيفة من القطع الكبير والحلة القشيبة. قام المحقق ألعاشور بإتمام الصنعة، وإحكام المهنة على أكمل وجهٍ وأتمّه حتى ترى الشاعر وشعره وحياته وبعضاً من الدراسة في الأغراض والاتجاهات التي وردتْ في شعرِه فضلاُ عن آراءِ العلماءِ والنقادِ في هذا الشعرِ وقائلِهِ.

وأمّا عن التحقيقِ فلا يتعدى الخطوات السابقة المحكمة من ترتيبِ الشعرِ المجموعِ الترتيب الصحيح والعلمي، وترقيمِ الوحدات الشعرية وأبياتِها، وتخصيص حقلاً للشعرِ متدافعِ النسبةِ بينَ شعرِ أبن حازمٍ والشعراءِ الآخرين.

ومثلَ ما فعل ألعاشور في تحقيق ديوان ألبستي، وصنع وتحقيق شعر اليُشكري، فعل مع المجموعاتِ الشعريةِ المحققةِ والمصنوعةِ التي صدرتْ له مؤخراً، ولعلَّ أهمها:

_ شعرُ جعيفران الموسوس (ت 248هـ)، وقد صدرَ عن دار تموز رند في دمشق، سلسلة دواوين صغيرة(1)، للعام 2012م، في 95صحيفةٍ، من القطعِ الصغيرِ.

فيه جهدٌ طيبٌ، وصبرٌ جميلٌ على متابعةِ شعرِ هذا الشاعرِ وجمعِ ما تبقى من شعرِهِ وترتيبِهِ وإصداره، وصنعِ فهارسِهِ على وفقِ آخرِ المظانِ الأدبيةِ والتاريخيةِ والنقديةِ.

_ شعرُ عوف بن الأحوص (تُوفي سنة 57 قبل الإسلام)، وصدرَ عن الدارِ نفسِها في السنةِ نفسِها في السلسلةِ نفسِها(2)، في 69صحفيةٍ.

كذلك ينمازُ هذا العملُ بالجهدِ المحمودِ، والإضافة المتميزةِ والمستحقةِ من الدارسةِ والتخريجِ والاختصاصِ بالشاعرِ وشعرِهِ عن جهدِ الدكتور عبد الكريم يعقوب الذي درسَ شعرَ العامريين، وأفرد باباً مستقلاً لشعرِ هذا الشاعرِ وحياتِهِ.

_ شعرُ أبي شُراعة القيسي (من شعراء الدولة العباسية)، في الدار نفسِها، والسلسلةِ والسنةِ (3)، في 93 صحيفةٍ.

فيه مجموعٌ لطيفٌ يستحقُ العنايةَ والاهتمامَ لشاعرٍ عباسي كبيرٍ من شعراءِ الدولةِ العباسيةِ الكبيرةِ...وغيرُ هذه الدواوين المحققة والمجموعات الشعرية المصنوعة.

من منهجِ الأستاذِ المحققِ ألعاشور في تحقيق الديوانِ والمجموعِ، أنْ يذكرَ أصحابَ الفضلِ عليه وعلى الشاعر من باحثين ومحققين ودارسين.

ومن منهجِهِ أنْ يذكرَ مصادرَ التخريج للوحدةِ الشعريةِ في بدءِ النصِ بعد الترقيم، وأنْ يوسعَ في هذا التخريجِ الشيء الكثير والمغني والمهم.

ومن منهجه أيضاً، صنع الفهارس، وصنع الشعر متدافع النسبة في حقول ٍ خاصةٍ والإحاطة بأغلب المظان الجديدة التي أوردت شعر الشاعر الذي يحققهُ (يصنعه).

على الرغمِ من أنه يذكر في الدراسة التي يضعها للشاعر أنَّ بابَ الاستدراكِ

والإضافةِ مفتوحٌ للآخرين لسعةِ المصادرِ من الخزانةِ الأدبيةِ العربيةِ، وعدم الإحاطة به مهما كان الشخص، وأينما كان.

وكذلك من سماتِ منهجِهِ أنْ يصفَ خطواتَهُ في جمعِ الشعرِ وصنعتِهِ وتحقيقِهِ. وهذه فقرةٌ مهمةٌ أرى أنَّ أغلبَ المحققين قد تجافوا عنها في الحقبِ الأخيرةِ بلا سببٍ أو مسوغٍ.

في الختام، أقدَّمُ الشكرَ الجزيلَ، والامتنانَ الوافرَ للمحققِ والأديبِ ألعاشور على صبرِهِ وأناتِهِ وهو يخرّجُ لنا المزيدَ من نفائسِ الأدب العربي وآثارِهِ الأصيلةِ. وأسألُ اللهَ العظيمَ أنْ يطيلَ في عمرِهِ خدمةً لهذهِ النفائسِ، وتلك الآثارِ، ومِن الله السداد.

الصفحات