كتاب " مقالات في الأدب الفكر والشعر والسير " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب مقالات في الأدب الفكر والشعر والسير
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
منهجُ الأستاذِ شاكر ألعاشور
في تحقيقِ الديوانِ الشعري وصنعتِهِ
دراسة وتطبيق
الأستاذ المحقق، والأديب، والناقد شاكر ألعاشور، واحدٌ من أعلام العراق، له الكثير من المؤلفات التي تشهدُ لهُ بالعلم الواسع، والإطلاع الطيب، والمنهج العلمي السديد، والإخلاص في العمل المحقًّق مهما كان بسيطاً أو صغيراً.
وهو شاعرٌ أيضاً ينتمي إلى تلك الحقبِ البهيةِ من شعراءِ القرنِ الماضي في العراقِ، والوطنِ العربي. وقد صدرتْ مجموعتُهُ الشعريةُ الكاملةُ في دمشق مؤخراً، وضمَّت أعماله الشعرية كافة. وقد دُرستْ هذه المجموعة برسالةٍ جامعيةٍ مرموقةٍ في جامعة البصرة. مهدِ الشاعرِ ألعاشور، وموطنِهِ الأصلِ، وملهمِهِ، وسببِ شهرتِهِ.
وهذا المقالُ إطلالةٌ على أعمال ألعاشور التحقيقية للديوان و المجموع الشعري.
في تحقيقِ الديوان الشعري. يسعى المحقق ألعاشور، إلى أنْ يكونَ عمله متكاملا من الناحيتين المنهجيةِ والعلميةِ والتوثيقيةِ، بل، وحتّى الطباعية. واليك هذه النماذج التطبيقية لنبرهن على صحة ما نقولُ ونزعمُ.
ففي تحقيقِهِ لديوان الشاعر أبي الفتح ألبستي، الذي يعدُّ أكبرَ أعمالِ المحققِ، وأهمها صدوراً ونشراً في بدء هذا العام، نظر المحقق ألعاشور في ترجمة ألبستي النظرة البسيطة والفاعلة والوافية. لكثرة ما كُتب عنه، ولشهرته الكبيرة التي لا تحتاجُ إلى إعادة أو تكرار أو إطالة. ثم أتبع النظرة الأولى بنظرةٍ أُخرى لشعره، وأسباب نشر الديوان كاملا بعد النشرات التي سبقت هذه النشرة، وأهمية التحقيق الجديد، وفضله على التحقيقات الأخرى بالزيادات الكثيرة، التخريجات المتنوعة، والإحاطة الممكنة لما صدر من مصادر الشعر العربي، والإفادة منها في تحقيق ديوان ألبستي، وتوثيقه، وتخريجه وعمل فهارسه.
وصنع المحققُ ألعاشور ذيلاً للنسخ الخطية التي أكمل تحقيقها، ولديوان الشاعر ألبستي. وقد جاء هذا الذيل من المظان الأدبية المختلفة، فضلا عن كتب التراجم والطبقات والمختارات، وكتب ومقالات أهل الاستدراك على الدواوين الشعرية المنشورة.
ومن ثمَّ ألحقَ المحقق هذا العمل بفهارس وافيةٍ شافيةٍ تناولتْ المفردات الواردة في تحقيق الديوان. ومنها انتهى بالنظرةِ الأخيرةِ التي اعتنتْ بأهمِّ المظانِ والمصادرِ التي استقى منها ألعاشور مادةَ الدراسةِ، وصنع الذيل على الديوان، وتخريجات القصائد والمقطعات التي أخلَّت بها النسخ الخطية.
وفي تحقيقه(صنعته) لشعر سُويد بن أبي كاهلٍ اليشكري(تُوفي بعد سنة 60هـ).قدًّم المحقق ألعاشور بدراسةٍ منهجيةٍ عن الشاعر وشعره. وأوسع الحديث عن عينيته التي تعدُّ من المطولات في الشعر العربي _قديمه وحديثه_، ومن عيون قصائد الشعر العربي المهمة التي عُرف بها الشاعر، وعُرفتْ له نظماً وإنشاداً في كثير من كتب الأدب والتاريخ والنقد التي ترجمت للشاعر اليُشكري أو ذكرته، أو تحدثت عن شعره.
رتًّب الأستاذ ألعاشور الوحدات الشعرية للشاعر بحسب الترتيب الأبتثي المعروف. ورقَّم الوحدات الشعرية بشكلٍ متسلسلٍ، ورقّم الأبيات الشعرية داخلَ كلِّ وحدة من هذه الوحدات، وعرَّف بالأماكنِ، والأحداثِ والشخصياتِ والوقائعِ...وما إلى غير ذلك من أمورٍ علميةٍ ومنهجيةٍ موجبةٍ، يحتاجها القارئ ويسألُ عنها.
وبعد أنْ انتهى الأستاذ ألعاشور من تحقيقِ الشعرِ صحيح النسبة للشاعر اليُشكري، جاء إلى الشعر متدافع النسبة بينه وبين الشعراء الآخرين. وهو في هذا الشأن العلمي المهم.يضع عنواناً مستقلاً لذلك، ويرقّم الوحدات الشعرية، وأبياتها. ويبين الشعراء الذين نُسبت إليهم هذه الأبيات مع شعر شاعره، وكيف؟! ولماذا؟! وكم؟! وأين وقع هذا التدافع في مصادرِ الأدبِ والتراجمِ.