كتاب " نرجسية الإبداع في فرادة المرواة " ، تأليف د .
أنت هنا
قراءة كتاب نرجسية الإبداع في فرادة المرواة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المسافة الجمالية و(واو) الإستئنافية
الجمالية لا تحقق بوجود الجمال مسبقاً في الشيء دون مشاركة ذواتنا في تقويم العمل وادراكه ضمن معطياتها الفنية التي يحتويها، او التي نكتشفها من خلال معاينتنا الجمالية له، وقد كان افلاطون ممن ينادون بموضوعية الاحكام الجمالية. ولأن الجمالية تتحقق اعتماداً على موقفنا الذاتي ومدى تأثيره على من يدركونه، لتزداد قيمته الجمالية بازدياد المعجبين بتأثيرها(7) هو ما يتحقق حين نعاين (الواو) في العنوان على أنها إستئنافية، فإن المسافة الجمالية تأخذ توتراً إدهاشياً آخر، إذ أنه سيرفع أسم (د.عمار احمد) بوصفه بنية لغوية الى مصافي التوازي مع بنية العنوان، ففي الجهة الاولى يكون الاسم (د.عمار أحمد) وفي الجهة الموازية لأسمه سيكون عنوان المرواتين (بي-آبو-نان والجوائح) ما يعني أنه يمتلك مشروعية التوازي والغموض والتكثيف المناط بالعنوان، ما يجعل إكتشاف مغامرة العنوان من خلال النص لا تقل مغامرة عن إكتشاف إسم الكاتب في معادلة تعزز واقعاً قرائياً بعيداً عن حالة الإقصاء والمحاصرة، وهو بهذا يخرج بالإبداع من المعنى الضيق الى فضاء أوسع يجعله ركيزة جمالية للتحول والقدرة من خلال تسخيره لأداة الإبداع (اللغة) بكيان تخطيطي قصدي يخرج عن مجال القياس الذي يسعى الى تهميش دعائم الإبداع بإرتكازه الى منطق التقابل والتقويم ليدخل إسم (د.عمار أحمد) بإتقاد شعري يوازي بنية العنوان (بي-آبو-نان والجوائح) من جهة وشعرية النص من جهة أخرى لنكون أمام منعطف جمالي يدفع أسم الكاتب الى مصافي بنية دلالية تتوسط البنية الدلالية الصغرى (العنوان) والبنية الدلالية الكبرى (النص) فلم يعد إسم الكاتب منتظراً على مصاطب التأويل المتكون من قراءة النص؛ بل أصبح يمثل بنية تأويلية تساعد بنية النص من الخروج من متاهة العنوان والدخول في متاهة أخرى، لأن ما يسعى إليه (د.عمار أحمد) هو التشكل لا الشكل بوصف الشكل بنية قارة في حين أن التشكل تجليات مستمرة من الإنزياحات والمغايرة، وجاءت البنية اللغوية (مرواتان) في اسفل العنوان لتصدم بشدة أكبر من صدمة (د. عمار أحمد) و( بي_آبو_نان و الجوائح) في تطرفها الإجناسي عن باقي الانواع الأدبية، فالمرواة كما يعرّفها (د. عمار أحمد) في مقال له في جريدة الزمان بتاريخ 28/8/2005 – بأنها (( نص مفارق يتحرك خارج دائرة التمايز والتنافس، نص مكثف بعلاقاته وقوانينه))(8) محلقاً بذلك في فضاء حكائي يسعى الى ان يكون موازياً للرواية والقصة القصيرة، على أن ظهور هذا (الشكل الكتابي) يدل على وعي عالٍ عاشه الكاتب وهو يحاور صوره الذهنية المجردة وصولاً الى نقلها من الوجود بالقوة الى الوجود بالفعل، فقد سعى الكاتب الى ان يروض الأجناس الأدبية للخروج بزي حضاري الذي يتناسب ورؤيته الإبداعية عن كيفية تشكيل تفرده الذاتي وإنتمائه من خلال شكل كتابي أراد ان يكون هو المؤسس والحاضن الأول من خلال مسوغات (المرواة) التي نشرها في مقال ثانٍ في جريدة الزمان بتاريخ 29/8/2005 - فيما يأتي إيجاز منها( 9):-
• المرواة نص مسرود يقوم على نص موسيقي، ونحن معه في إضافة النوتات الموسيقية الى سياقات النص قد قفزت بالمخيلة للقاريء الى أعلى درجات التوتر وجعلت اللغة تتسامى فوق تعابيرها، فكانت الموسيقى أشبه بالميتافيزيقيا في اللغة.
• إلغاء المقدمة الإستهلالية فالكاتب دخل بزخم سردي وإبتداع معرفي ولغوي عنيف، ما جعل القارىء يعيش حالة من الإستنفار لكل حواسه مع لحظة إلتقائه بالمرواة.
• تشتيت المبنى الحكائي وتغييمه لحساب المتن الحكائي، وهو ما يفسر إلغاء المقدمة الإستهلالية.