كتاب " نرجسية الإبداع في فرادة المرواة " ، تأليف د .
أنت هنا
قراءة كتاب نرجسية الإبداع في فرادة المرواة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
• النشاط الشخصي للفضاء الحكائي، العنصر الأهم لأن الكاتب حرص منذ اللحظة الأولى على مد مرواتيه بالحكايا في إختلاق أصيل لذاكرة تؤسس لنفسها (بعيداً عن إدعاء باختين وجوليا كرستيفيا).
• إجترح شخصية رئيسة لم يعتمد عليها روائي او قاص، وهي التوليف ما بين الأدب والموسيقى (الموسيقار الأديب) بتراسل فني عالٍ يؤهله لاتخاذ موقف دقيق من العالم.
• توظيف التلقي البصري من خلال الحرف (الغامق) والحرف (الفاتح) للتمييز ما بين الراوي العليم والشخصية الرئيسة للمرواة.
• فالمرواة في سعيها أن تكون شكلاً كتابياً جديداً، هي محاولة لتخليق المكونات الجمالية الغائبة في الأجناس الأدبية، لأن العلاقة بين الأجناس الأدبية ليست علاقة إنطباق كلي، فلكل جنس أدبي إستقلاليته النسبية.
وهنا يتجلى الإبداع بوصفه تفرداً للذات وقدرتها على الموازنة بين المستحيل والممكن باستثمار الفسحة النسبية بين الأجناس الأدبية لإستيلاد أشكال جديدة، وهو ما يمثل إنتقالاً في وعي الكاتب من التلقي السلبي الخضوع القرائي الى مرحلة المصادمة والمناورة والخروج من سلطة الجنس الأدبي ونضوج الوعي وإتقاد جذوة الابداع في إنتشاء فني يعكس رغبة الكاتب في قراءة واقعه ونظرته لتقلبات الأشياء من حوله (بإشكال أدبية) ترقى الى ان تتعالى على هذه التقلبات لتبقى حاضنة مثالية لكل إنشطارات الواقع ونرجسية تتسامى عن كونها إضطراباً؛ بل بوصفه نرجسية إبداعية دفعت الكاتب الى ان يضع صورته وسط غلاف مجموعته، وهي محاولة أراد من خلالها ان يخلق توازناً بين فيتيشية اللغة وقدرتها على حيازة إستقطاب القارىء وقدرته لتكوين صورة بمثابة عنوان مجموعته (بي-آبو-نان والجوانح) وقدرتها على ضبط النص وتوجيهه وإغناء دلالته، فإذا كان العنوان وسيطاً لإكتشاف النص فإن (صورة د.عمار أحمد) أراد لها ان تكون وسيطاً ثانياً تبعث الغموض في النص مثلما تعطيه شواخص الهداية للخروج من متاهات النص، فضلاً عن أنها لم تعد صورة فقط؛ بل أصبحت تمثل إمتداداً سيميائياً (صورة) وكأن الفضاء الطباعي للعنوان لا تتم قراءة تضاريسه إلا بنظرة تساوي بين العلامة اللغوية والعلامة الإيقونية فلا وجود للإعتباطية في تأثيث العنوان من هذه التركيبة الفسيفسائية التي بالرغم من تنوعها ما بين الكتابي (العنوان) والإيقوني (الصورة) إلا أنها جاءت منسجمة مع فضاء المرواة بكل إنشطارات ذاكرتها، فالصورة ستبقى تحمل تعالقاً وجودياً في ذاكرة فضاء المرواة وذاكرة المتلقي برغم توالي السنين، فصورة (د.عمار احمد ) ستبقى ثابتة بكل ملامحها وتفاصيلها؛ بل وحتى موديل الملابس التي يرتديها في الصورة والذي يشير الى حقبة من الزمن، هذا كله أراد له أن يكون شاهداً بمدونته ومحموله الوجودي (الجسدي الثابت بكل ما عليه) على تلك اللحظة من الزمن التي شهدت ولادة مرواته؛ لأن ما كتبه لا يتقادم عليه الزمن وقابل للتجدد مثل صورته، إذ إنه دق أسفين إبداع فوق تداعي الايام وسطوة قوتها في تهرئة كل ما هو موجود، لتظل محاولة (د.عمار أحمد) في (المرواة) تحمل كثيراً من التساؤلات المثيرة للجدل وهي تعكس معياً عالياً يسعى الى ترويض فوضى الأشياء من حوله وغرابتها في شكل كتابي يسقط عنها أسباب الجمود والسكون.