أنت هنا

قراءة كتاب الجنس الآخر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الجنس الآخر

الجنس الآخر

إذا كانت الأنوثة وحدها لا تكفي لتعريف المرأة، ورفضنا أيضاً أن نفسرها بمفهوم «المرأة الخالدة» وبالتالي إذا كنا، نسلم ولو بصورة مؤقتة، أن هناك نساء على الأرض، فعلينا حينئذ أن نتساءل ما هي المرأة؟

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
الفصل الأول
 
مبادئ علم الحياة
 
يقول هواة العبارات السهلة: ما هي المرأة؟ هذا شيء بسيط. إنها رحمٌ ومبيض؛ فإنها أنثى وهذه الكلمة تكفي لتعريفها. ويلوك الرجل كلمة «أنثى» كما لو كانت إهانة؛ ومع ذلك فهو لا يحس بأي خجل من حيوانيته، بل يبدو، على العكس فخوراً إذا قيل عنه: «إنه ذكر». وليست كلمة «أنثى» مستقبحة لأنها تربط المرأة بالطبيعة وإنما لأنها تقيدها بحدود جنسها. ولئن كان هذا الجنس يبدو للرجل أهلاً للاحتقار فمرجع ذلك إلى اضطراب الخصومة التي تخلقها المرأة في نفسه؛ إلا أنه يريد أن يرى في علم الحياة تبريراً لهذا الإحساس.
 
إذا أردنا الابتعاد عن الأفكار المعادة فإن هناك سؤالين يظهران أمامنا:
 
1- ماذا تمثل الأنثى في مملكة الحيوان؟
 
2- أي نوع خاص من الأنثى يتحقق في المرأة؟
 
* * *
 
الذكر والأنثى هما نموذجان من الأشخاص يتمايزان نوعياً بالتعاون في سبيل التكاثر؛ ولا يمكن تعريفهما إلا بالترابط. بيد أنه يجب أن نلاحظ أولاً أن مدلول انقسام الأنواع إلى جنسين ليس واضحاً. ففي عالم الحيوان نجد أن في وحيدات الخلية كالأميبا تنفصل عملية التكاثر عن العملية الجنسية انفصالاً تاماً، كما أن منها ما يتكاثر بالانقطاع.
 
إن انقسام النوع إلى جنسين قد اعتبر أمراً مفروغاً منه من قبل أكثر الفلسفات إلا أن هذه الفلسفات لم تتمكن من تفسيره. أما بخصوص دور كل من الجنسين فهناك اختلاف في الآراء. كانت هذه الآراء في البداية خالية من كل أساس علمي ولا تعكس سوى تصورات اجتماعية. فخلال زمن طويل اعتقد الناس أن الأب ليس له أي دور في عملية الحمل. وأن روح الأجداد تدخل إلى بطن الأم بصورة بذرة حية. وحين حل النظام الأبوي أخذ الذكر يتمسك بذريته. ولما لم يكن بالإمكان إهمال كل دور للأم في التوالد فقد اعتبر أنها تحمل وتغذي البذرة الحية التي يقذفها الأب فقط. وحتى لما تم اكتشاف دور البويضة الإيجابي فقد حاول الرجال أن يقابلوا بين رداءة وسكون البويضة ونشاط وحيوية الحيوان المنوي. إلا أن هناك اتجاهاً جديداً معاكساً يحاول أن يثبت أن دور الذكر لا يتعدى دور المؤثر الفيزيائي الكيميائي.
 
إننا نطرح جانباً كل معتقد سابق للتجربة وكل نظرية عشوائية. نأمل استخلاص المغزى من فحص الواقع الملموس. وحينئذ قد يتكشف لنا مضمن كلمة «أنثى».
 
ليست غايتنا عرض فلسفة في الحياة ولسنا نريد التسرع في اتخاذ موقف في النزاع القائم بين المذهبين: الغائي والآلي. ودون أن نتخذ أي قرار بخصوص العلاقة بين الحياة والشعور، يمكننا أن نؤكد أن وراء كل وظيفة مشروعاً وهدفاً.
 
تتعاون الأعضاء المذكرة والمؤنثة، لدى أغلب الأنواع، في سبيل التوالد. وهناك تياران خاطئان: يقول الأول بسلبية الأنثى، والحقيقة أن الشرارة الحية تنبثق من التقاء الخليتين المولدتين. أما التيار الثاني فيناقض الأول، رغم تعايشهما معاً أكثر الأحيان، ويقول بأن دوام النوع تؤمنه الأنثى أما المبدأ الذكر فليس له سوى ظهور انفجاري، وعارض. والحقيقة أن الرشيم يخلد بذرة الأب وبذرة الأم ينقلهما إلى الذرية بصورة ذكر أحياناً وصورة أنثى أحياناً أخرى. إن الخليتين المذكرة والمؤنثة المولدتين تتحدان معاً وتذوب فرديتهما في عملية التمازج.
 
بلغ الشطط في بعضهم أنهم استنتجوا من وضع البويضة مكان المرأة في البيت، فقد أوحى «ألفريد فوييه» بإمكان تعريف المرأة كلها اعتباراً من البويضة، وتعريف الرجل اعتباراً من الحيوان المنوي.

الصفحات