أنت هنا

قراءة كتاب التعليم الإلكتروني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التعليم الإلكتروني

التعليم الإلكتروني

كتاب " التعليم الإلكتروني " ، تأليف ماهر حسن رباح ، والذي صدر عن دار المناهج للنشر والتوزيع ،

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 1

المقدمة

قال الإمام علي كرم الله وجهه:”علموا أولادكم غير ما تعلمتم، واعدوهم لزمان غير زمانكم“.

بهذا المعني وبغيره يرى الباحث إن تطوير منظومة التعليم التقليدي والمفتوح أصبح ضرورة ملحة في عالمنا العربي، خاصة أن البنية التحتية اللازمة لذلك متوفرة وقريباً ستصبح عامة لكل من يرغب بها، فشبكة الإنترنت تنتشر بسرعة بين الناس وسواءً شئنا أم أبينا فأنها ستداهمنا عما قريب ولم تعد المعلومات متوفرة في المباني والكتب والمخازن التقليدية فقط، بل ستكون متوفرة بمجرد النقر على أي متصفح على الشبكة. ثم إن هناك أسبابا موضوعية أخرى تدفعنا للتعليم الإلكتروني باستخدام الإنترنت وهي:

1- كلفة التعليم التقليدي: إن توفير المباني والوسائل التعليمية والمرافق الصحية والكوادر المؤهلة والمدربة جيداً يتطلب مبالغ ضخمة، بدأت الدول العربية تئن من ثقلها بأشكال مختلفة.

2- العدد المتنامي لطالبي العلم: أعداد كبيرة من الناس ترغب بالالتحاق بالتعليم ولكن لا يمكنهم ذلك بسبب البعد مثلاً أو الكلفة العالية أو عدم القدرة على التفرع بسبب العمل والإعالة وغيرها.

3- لا يلزم في نظام "التعليم عن بعد" توظيف أعداد كبيرة من أصحاب الكفاءات للعمل في مؤسسات التعليم، بل يمكن لهذه المؤسسات الاستفادة من الخبرات أينما وجدت دون الحاجة إلى توطينها أو تسكينها.

4- المنهاج: توفر الشبكة مصادر كثيرة وغنية للمواد التعليمية في كل المجالات ولا يقتصر دور المتعلم على كتاب واحد لن يجمع بالتأكيد كل المعلومات العلمية المرغوب بها.

5- المرأة: هناك في المجتمعات العربية الكثيرة من لا يرغب في سفر المرأة لطلب العلم وأيضا القيم الإسلامية التي تمنع المرأة من الاختلاط ناهيك عن أن القيم الاجتماعية عندنا توفر الفرصة التعليمية للذكور قبل الإناث في حال المفاضلة.

6- الاحتلال: ما يضفي على هذه التكنولوجيا من أهمية للعملية التعليمية التعلمية في فلسطين هو خصوصية الأوضاع السياسية التي يمر بها المعلم والطالب الفلسطيني والعملية التعليمية برمتها. فالإغلاق المستمر الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسياسة الإغلاق الجغرافي الاقتصادي والثقافي لهو من السياسات الأكثر ضررا على العملية التربوية الفلسطينية. ففي مثل هذه الظروف، ينقطع المعلم عن طلابه ويغيب الطلاب عن المدرسة بسبب الإغلاق بين المدن والقرى، وتنقطع وسائل الاتصال بين أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة والمعلمين والإدارة لفترات طويلة. ومن هنا يتجلى دور تكنولوجيا الاتصال "البريد الإلكتروني و الإنترنت" لتعيد الاتصال بين أعضاء العملية التعليمية التعلمية من طلبة ومعلمين وإداريين وأهالي.

7- ديمقراطية التعليم: توفر الشبكة العنكبوتية مجالاً مهماً لكي يدخلها طالب العلم بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها. وهذا يعني أن العلم أصبح متاحاً لكل من يطلبه وليس حكراً على طبقة دون سواها كما كان في السابق ولن يعود اليوم الذي كان فيه ابن الحداد حداد بالضرورة.

8- التعاون: توفر الشبكة للمتعلمين فرصة تبادل الخبرات والمعلومات حول القضايا اليومية السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية وغيرها مما يكسر حاجز الحدود وقد يلغيها فعلاً.

التحديات الرئيسية في عالم اليوم وضمن ظاهرة العولمة وهيمنة لقطب الواحد تتمثل بنشوء نظام اقتصادي منفتح تنكمش فيه حدود الزمان والمكان. وبنشوء أوساط تنافسية حادة تستند المنتجات والسلع فيها على آخر منجزات العلم والثقافة، وبالتالي الاعتماد على شبه المطلق على القيم المضافة المكثفة المحتواة فيها، وبل وفي أدوات الإنتاج ذاتها، الأمر الذي أدى على المزيد من التركيز على الابتكارات وإتاحة وسائل البحث للمبدعين والعاملين في مجال العلم والثقافات.

ما الذي أدى إلى هذا الانفتاح وإلى هذا الدور المتعاظم للعلوم والثقافة؟ إنها ثورة المعلوماتية والاتصالات، فنحن نعيش في عصر المعلومات والانفجار المعلوماتي وأصبحت تقنيات التعامل مع المعلومات من ضرورات البقاء كما أصبحت المعلوماتية أداة أساسية للبحث العلمي وتنمية المعارف من جهة، وموضوعاً للبحث العلمي من جهة أخرى، وتطورات ثقافتها المختلفة من شبكات تناقل المعطيات إلى طرق التخزين والبحث والاسترجاع وصولاً إلى الذكاء الصنعي والنظم الخبيرة وقواعد المعرفة والعديد من التطبيقات المعقدة. وبناءً على ذلك ليس من المستغرب أن نجدها تحتل مكان الصدارة في الاستراتيجيات الحديثة للبحث العلمي. كذلك الأمر بالنسبة للاتصالات فالاستثمارات الهائلة على الصعيد العالمي في مجال ثقافات وشبكات الاتصالات الرقمية تحتل المرتبة الأولى. ويتسارع التنافس في البنى التحتية والخدمات الحديثة. وتحقق الآن الحلم الكبير بالطرق السريعة للمعلومات، والبنى التحتية الفضائية.

ومن المستلزمات الأساسية التي يجدر ذكرها بالإضافة إلى البنى التحتية، ضرورة تغيير النظم التعليمية لتتلائم مع التطورات السريعة الجارية. وتتزايد أهمية هذه المستلزمات في الدول النامية ويضاف إليها ضرورة وضع استراتيجيات محدثة بشكل مستمر، وخطط لنقل العلوم والثقافات. وحول التعليم الالكتروني (E-Learning)، جاء في نصوص وثيقة الاتجاه الأوروبي 2002 بعنوان "نحو أوروبا مستندة إلى المعرفة ومجتمع المعلوماتية (Knolge Socotiey) إذا أراد الاتحاد الأوروبي أن يكون ذا الاقتصاد الأكثر قدرة على المنافسة في العالم بحلول العام 2010، فان عليه أن يمتلك إستراتيجية تعليمية متينة نشطة. إن على المؤسسات التعليمية مهارات مواطنيها بالتعليم وبالتعلم طوال العمر، ولكن، وعلى المستوى الأوروبي العام فان مبادرات التعليم الالكتروني، تدعم طرقا جديدة للتعلم باستخدام الشبكة (على الخط Line-On) بمختلف دول الاتحاد الأوروبي. وفي مؤتمرهم في برشلونة، في آذار 2002، اتخذ رؤساء دول وحكومات دول الاتحاد هدفا، هو التأكيد بأنه مع نهاية العام 2003، سيكون هناك جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت لكل 15 طالب في مدارس الاتحاد الأوروبي وحددت الوثيقة الفعاليات حتى عام 2005، كما يلي:

· حكومات الاتحاد الأوروبي يجب أن تسعى لان تكون كل المدارس والجامعات متصلة بالإنترنت عبر وصلات سريعة (سعة موجة عالية) Broadband Access مع نهاية العام 2005.

· نهاية العام 2002، على الاتحاد الأوروبي أن يكون قد أنجز برنامجا للتعليم الإلكتروني E- Learning لتنفيذ وضيق خطة التعليم الإلكتروني في الأعوام 2004-2006.

· مع نهاية العام 2003، على حكومات الاتحاد الأوروبي تنفيذ برامج تدريبية في تعليم إلكتروني، لتمكين الراشدين من السكان من امتلاك المهارات المطلوبة في مجتمع المعرفة.

لهذا نرى أن هذا الكتاب يشعل شمعة في طريق جديدة نحو التعليم في العالم العربية لمواكبة عصر الانفتاح والمعلوماتية واللحاق بكب الإنسانية إلى أهدافها المشروعة في التطور والنماء الاجتماعي والاقتصادي.

جاء الكتاب في ثلاثة فصول الفصل الأول منه عرف التعليم عن بعد، ماله وما عليه. ثم جاء الفصل الثاني ليتحدث بشكل مختصر عن الشبكات وعملها والإنترنت. وفي الفصل الثالث تحدث الكتاب عن الكمبيوتر ودور المعلم وكذلك برامج التعلم عن بعد بواسطة الإنترنت. وارتباط ذلك في التربية والتعليم.

أرجو أن أكون قد وفق في هذا العمل ليكون دليلاً للمعلم والطالب وكل المهتمين في مجالي التعليم والتكنولوجيا لتفعيل هذا الفكر الجديد، لانتشار أوسع للتعليم في أوساط الناس للقضاء على الجهل والفقر والبطالة.

والله من وراء القصد

 

الصفحات