أنت هنا

قراءة كتاب الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة

الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة

كتاب " الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة " ، تأليف د.

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 5

الضغوط النفسية

من المعروف بأن إن الضغوط النفسية التي يتعرض لها الفرد تعيق تكيفه مثل معظم أنواع الاضطرابات النفسية التي تعيق تكيفه مع نفسه ومع المجتمع لما لها من تأثير خارجي وداخلي على حياته اليومية قد ينتج عنها ضعف القدرة على الاستجابة المناسبة للموقف وما يصاحب ذلك من اضطرابات انفعالية فسيولوجية تؤثر سلبياً عليه في جانب أو أكثر من جوانب حياته.

لقد سمي هذا العصر بعصر الضغوط النفسية حيث يعايش الفرد الضغوط النفسية بأشكالها المختلفة. وقد تزداد حدتها فيفقد الفرد قدرته على التوازن في المجال الحيوي النفسي والجسمي والسلوكي، وتسعى المجتمعات جاهدة للاهتمام في بناء وتطوير الوقاية والرعاية للفرد سواء في الأسرة أو في المدرسة أو في العمل وهو دليل فعلي على أن هناك معوقات قد تشعرهم بالضغط النفسي في حياتهم وتحول دون قيامهم بدورهم بصورة كاملة.

إن الأزمة النفسية الشديدة أو الصدمات الانفعالية العنيفة أو أي اضطراب في علاقة الفرد مع غيره من الأفراد على مستوى البيت أو العمل أو المجتمع الصغير وغير ذلك من المشكلات أو الصعوبات التي يجابهها الفرد في حياته، والتي تدفع به إلى حالة من الضيق والتوتر والقلق، تخلق لديه الوسيلة لاستيعاب الموقف والتفاعل معه بنجاح فيتخذ أحياناً أسلوباً لحل تلك الأزمة على وفق أساليب نفسية خاصة تتناسب وشخصيته.

إن أساليب التعامل مع هذه الضغوط من الحلول الممكنة لإعادة التوافق عند الإنسان إذا ما استدل على معرفة الأسلوب المناسب لشخصيته وهو ما يسعى إليه علماء النفس. فحينما يتعامل الإنسان مع الموقف فإنه يستجيب بطريقة من شأنها أن تساعده على مواجهة الضغوط النفسية بالأساليب العلمية لتقليل حدة وأثر الأزمة ومعالجة المشكلة، أو يسعى إلى التجنب أو الهروب من مواجهتها فيقع فريسة لهذه الضغوط النفسية.

إن الطرق والوسائل التي تستطيع أن تخفض التوتر تسمى أساليب التعامل مع الضغوط، فعند نظرية التحليل النفسي تسمى بالأساليب أو الحيل الدفاعية أو آليات الدفاع، وهي تعد حلاً توفيقياً وسطاً، أو تسوية بين المشاعر والرغبات المكبوتة وقوى الكبت، كما أنها أشبه ببديل تعويضي عن فشل الكبت وما يترتب عليه من قلق. وإن أهم ما يميز العمليات الدفاعية في منهج عملها عن أساليب التعامل،أن العمليات الدفاعية تحدث لا شعورياً، أما الثانية (أساليب التعامل) فهي تحدث شعورياً ويلجأ إليها الفرد بما يتوافق نمط شخصيته في الرد على الموقف الضاغط أو المهدد.

إن إدراك الفرد للضغط النفسي يعد من أهم الاستجابات الصحيحة الأولى لديه ويعتبر رد فعله تجاه هذا الضغط. فإدراك الفرد للتهديد المحتمل في المواقف الضاغطة واعتقاده حول قدرته وكفاءته في مواجهة أو تجنب التهديد في ذلك الموقف وهذا الجانب هو أهم ما يجب على الفرد إتقانه.

لقد تزايد الاهتمام منذ سنوات عدة بالوسائل والطرق التي يلجأ إليها الفرد لمواجهة الأخطار التي يواجهها يومياً في حياته، وقد أطلق علماء النفس على المواجهة هذه أساليب التعامل Coping فعندما يستخدمها الناس إنما يستجيبون بطريقة من شأنها أن تساعدهم على تجنب ذلك الموقف الضاغط أو مواجهته أو حتى التقليل من شدته من أجل الوصول إلى معالجة تحدث التوازن لديهم. ولم ينصب الاهتمام على دراسة نوع واحد بعينه من الضغوط، بل تم دراسة أساليب التعامل مع الضغوط بأنواعها المختلفة وحسب نوعية الضغوط أو شدتها، فأسلوب التعامل مع النكبات التي تمر بالإنسان يختلف عن أسلوب التعامل مع الضغط الداخلي. كما أثبت العلماء أن أسلوب طلب الإسناد الاجتماعي الناجمة عن فقدان شخص مثلاً هو أحد أساليب التعامل مع الضغوط وهو يختلف عن أسلوب التعامل مع الضغوط الناتجة عن الأمراض المزمنة.

مراحل الضغوط النفسية

من أوائل من تحدثوا عن الضغوط النفسية هو هانز سيلي selye لقد بين أن التعرض المستمر للضغط النفسي يؤدي إلى حدوث اضطرابات في أنحاء الجسم المختلفة مما يؤدي إلى ظهور الأغراض الذي أطلق عليها هانز سيلي اسم زملة أعراض التكيف العام وهذه الزملة تحدث من خلال ثلاث مراحل وهي :

- المرحلة الأولى: وتسمى استجابة الإنذار Alarm Response في هذه المرحلة يستدعي الجسم كل قواه الدفاعية لمواجهة الخطر الذي يتعرض له فيحدث نتيجة التعرض المفاجئ لمنبهات لم يكن مهيئاً لها وهي عبارة عن مجموعة من التغيرات العضوية الكيميائية، فترتفع نسبة السكر في الدم، ويتسارع النبض ويرتفع الضغط الشرياني، فيكون بالتالي الجسم في حالة استنفار وتأهب من أجل التكيف مع مصدر الضغط النفسي الذي يهدده.

- المرحلة الثانية: وتسمى بمرحلة المقاومة Resistance فإذا استمر المصدر الضاغط في التأثير فإن مرحلة الإنذار تتبعها مرحلة أخرى وهي مرحلة المقاومة لهذا المصدر، وتشتمل هذه المرحلة الأعراض الجسمية التي يحدثها التعرض المستمر للمنبهات والمواقف الضاغطة التي يكون الإنسان فيها قد اكتسب القدرة على التكيف معها. وتعتبر هذه المرحلة هامة في نشأة أعراض التكيف أو ما يسمى بالأعراض السيكوسوماتية ويحدث ذلك خاصة عندما تعجز قدرة الإنسان على مواجهة المواقف عن طريق ردة الفعل التكيفي، ويؤدي التعرض المستمر للضغوط إلى اضطراب التوازن الداخلي مما يحدث مزيداً من الإفرازات الهرمونية المسببة للاضطرابات العضوية والنفسية.

- المرحلة الثالثة: وتسمى الإنهاك أو الإعياء: فإذا طال تعرض الفرد لضغوط نفسية متعددة لفترة أطول، فإنه سوف يصل إلى نقطة يعجز عن الاستمرار في المقاومة ويدخل في مرحلة الإنهاك حيث يصبح عاجزاً عن التكيف بشكل كامل وفي هذه المرحلة تنهار الدفعات الهرمونية وتنقص مقاومة الجسم وتصاب الكثير من أجهزة الجسم وقد يصل إلى حد الموت.أما إذا كان يتمتع الانسان بقدرة للاستجابات التكيفية فإنها تساعده على حماية نفسه كلما تعرض إلى تغيرات ومواقف ضاغطة.

الصفحات