أنت هنا

قراءة كتاب الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة

الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة

كتاب " الضغوط والأزمات النفسية وأساليب المساندة " ، تأليف د.

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 7

أنواع الضغوط النفسية

- الضغوط الحياتية

عادة فإن الناس باستمرار يواجهون ضغوط الحياة اليومية والعادية دون إن يدركوا تلك الضغوط في الغالب، فحياتهم مليئة بمصادر الضغوط النفسية، وهم جميعاً يتعرضون لتلك المصادر سواء كانت داخلية من داخل الفرد كالشعور بالإحباط أو خارجية من البيئة المحيطة كالصراعات مع الآخرين وضغوطات العمل.

لقد ساهم التطور التكنولوجي والمعرفي ووجود وسائل الراحة والاتصال السريع حتى غدا عالم اليوم قرية صغيرة في ظهور متزايد للضغوط النفسية لدى الأفراد. وقد شغل موضوع الضغوط النفسية الباحثين والمهتمين بالصحة النفسية والطب وبشكل متزايد لما لهذه الضغوط من آثار جانبية سلبية وخبرات مؤلمة تؤثر بحدتها وقوتها بشكل واضح على صحة الإنسان وحياته. وقد اهتم كذلك علماء النفس بما يسمى بالأحداث الضاغطة،ففي العقود الأخيرة أصبح للضغوط النفسية Stress هيئات متخصصة لدراسة الضغوط النفسية التي يتعرض لها إنسان اليوم وما يعانيه من ارق بسبب هذه الضغوط وما جلبته له من أمراض جسدية ونفسية كثيرة ومتنوعة.

وقد أشارت بعض النتائج العلمية والدراسات الميدانية إلى إن الضغوط النفسية تأخذ أشكالا متعددة في إحداث نتائجها المرضية أو الحالات اللاسوية عند الفرد،فمواقف الضغط النفسي اكبر خطراً من مواقف الضغط المادي أو الاجتماعي وذلك بسبب طبيعتها المتواترة،وقد تحدث مواقف الضغط النفسي بفعل مواقف الضغط المادي أو الاجتماعي.

يقول علماء النفس أن الأزمات النفسية الشديدة أو الصدمات الانفعالية العنيفة والشديدة،الناتجة عن علاقة الفرد مع غيره من الإفراد على مستوى الأسرة أو المدرسة أو العمل أو المجتمع الصغير الذي يعيش فيه، وغير ذلك من المشكلات أو الصعوبات التي يجابهها الفرد في حياته من السهل أن تدفعه إلى حالة الضيق والتوتر والقلق، وهي بحد ذاتها ضغوط حياتية تؤثر على حياة الإنسان واتزانه النفسي. وعليه فان الفرد حينما يتعرض يوميا لمصادر ضغوط نفسية كالمصائب أو مواقف أو هزات انفعالية شديدة،قد يتحمل ذلك بالتكيف وقد لا يتحمل ذلك فينهار ذلك لأن هناك فروق بين الناس في القدرة على التحمل.

إن الحياة العصرية بكل ما فيها من مصاعب وأزمات ناتجة من المشكلات اليومية تؤدي إلى تراكم المواقف الضاغطة فتصبح استجابة الإنسان حادة إزاء تلك المواقف فيختل توافقه النفسي والذاتي ويبدو الإجهاد واضحا في علاقاته الاجتماعية بالإضافة وقد شخص أطباء النفس بعض الاضطرابات العصابية "النفسية" على أنها استجابة لحادث شديد أو نتيجة لضغط نفسي شديد، فالضغوط النفسية المستمرة والمتراكمة تجعل البعض يستجيب بشكل حاد بعد تعرضه للمواقف الضاغطة وتظهر عليه أعراض الضغوط النفسية علماً بأنه لا توجد فترة زمنية مباشرة أو واضحة

بين وقوع الحدث وبداية هذه الأعراض وهي غالباً لا تتجاوز بضع دقائق إن لم تكن فورية حتى يقع الانهيار الكلي فضلا عن أن الأعراض تعكس نمطا مختلطا وغالبا يكون متغيرا فبالإضافة إلى شدة الحالة وشدة الذهول في مراحلها الابتدائية فقد يشاهد البعض الاكتئاب والقلق والغضب واليأس وزيادة النشاط أو انسحاب الفرد التدريجي من دوامة العمل المرهق والاختلاط الاجتماعي الكثيف إلى العزلة والانسحاب،هذه الاعراض تخفت بعد ساعات على الأكثر وخصوصا إذا تم استبعاد الفرد الذي تعرض للضغوط النفسية القوية الصادمة عن المحيط الذي يكون فيه الموقف الضاغط، مثل سماع خبر مؤلم أو أخبار عن وفاة شخص عزيز أو أخبار عن خسارة مالية مفاجئة دون سابق إنذار فيكون رد الفعل بقوة حجم الضغط ولكن بعد مرور 24-48 ساعة تقريباً تصبح المؤثرات ضئيلة وتنقص بعد حوالي الثلاثة أيام، ولكن عند البعض تظهر أعراضا تستوفي شروط الاضطراب النفسي المرضي مثل هذيان الإجهاد واستجابة الأزمة الحادة وحالة الأزمة الفعلية الحادة.

- الضغوط المهنية

يشكل العمل شكلا هاما من أشكال النشاط البشرى الذي يلقى قبولا اجتماعيا، وهو مجال أساسي للطاقة البشرية، ويرتبط إحساس الفرد بالرضا عن العمل الذي يؤديه ارتباطا وثيقا بما يحققه العمل له في مختلف النواحي الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

ويعتبر الرضا عن العمل أحد الأمور الرئيسية للتوافق المهني، ويقصد به تلك العملية الدينامكية المستمرة التي يقوم بها الفرد لتحقيق التوافق بينه وبين البيئة المهنية، كما يعد الرضا الوظيفي مسألة مهمة بالنسبة للأفراد والمجتمعات، فرضا الفرد عن مهنته يعتبر الأساس الأول لتحقيق التوافق النفسي الاجتماعي، ذلك لأن الرضا يرتبط بالنجاح في العمل والنجاح في العمل هو المعيار الموضوعي الذي يقوم على أساسه تقييم المجتمع لأفراده، كما أنه يمكن أن يكون مؤشراً لنجاح الفرد في جميع جوانب حياته الأخرى.

إن الاهتمام بموضوع " ضغوط العمل " قد يرجع إلى ما تتركه هذه الضغوط من آثار سلبية على سلوك الأفراد ومواقفهم اتجاه وظائفهم، وقد تؤثر هذه الضغوط والتوترات على الأفراد في حياتهم اليومية وأعمالهم الشخصية والمهنية وهذا ما يطلق علية في علم النفس " الضغوط المهنية ".

إذا شعر الإنسان بضغوط العمل وإذا ما استفحل هذا الإحساس لديه في عمله فسوف تكون النتائج سلبية للغاية على كمية الإنتاج ونوعيته، وساعات العمل، مما يؤدي إلى تدهور صحته جسديا ونفسيا. ويظهر لديه أعراض منها:

- زيادة الإصابات في العمل والحوادث التي قد تكون قاتلة أحياناً بالإضافة إلى زيادة الغياب أو التأخر عن العمل ربما يصل إلى الانقطاع عن العمل وتركه نهائياً.

إن ضغوط العمل هي تعبير عن حالة من الإجهاد العقلي أو الجسمي وتحدث نتيجة للحوادث التي تسبب قلقاً أو إزعاجاً أو تحدث نتيجة لعوامل عدم الرضا أو نتيجة للأجواء العامة التي تسود بيئة العمل أو أنها تحدث نتيجة للتفاعل بين هذه المسببات جميعاً. وهناك العديد من الأفراد الذين لا يحبون عملهم بل الظروف اضطرتهم لممارسته. قد يكون ذلك إما للمردود المادي الذي لا يساوى المجهود المبذول أو لعدد الساعات الطويلة، أو العمل لنوبات مختلفة، أو العمل في غير مجال التخصص. كذلك المعاملة القاسية من الرئيس أو عدم تقديره لمجهود العامل. عدم تعاون الزملاء أو اضطهادهم.

- الضغوط الزواجيه

وتظهر الضغوط الزواجية من خلال ما يستدل به من عدم التكيف الزواجى إما لاختلاف العمر بين الأزواج أو لاختلاف الوضع والاجتماعي بينهم أو اختلاف المستوى الثقافي بينهم أو الاختلاف في خصائص الشخصية. بالإضافة إلى الخلافات أو المشاحنات المستمرة بينهم. أو عدم فعالية الشريك أو إهماله لواجباته تجاه الآخر.

- الضغوط العائلية

وتكون الضغوط العائلية على عدة أشكال منه: تدخل العائلة الممتدة في الحياة الزوجية أو الالتزامات المادية نحوهم أو حساسية العلاقة مع الشريك.

-الضغوط الاجتماعية

إن العلاقات الاجتماعية تتطلب الوقت والجهد والاستعداد لدى الفرد من أجل الانخراط بنجاح في تلك العلاقات وتحمله ما يترتب عليها من تبعات مادية ووقت، وعدم قدرة الفرد على التكيف مع متطلبات الحياة الاجتماعية تصبح مصدراً ضاغطاً يكون له آثاره النفسية والاجتماعية عليه.

-الضغوط الصحية

إن إصابة الإنسان ببعض الأمراض العضوية أو النفسية وخاصة المزمنة منها وما يرافق تلك الأمراض من أعراض جانبية وتكلفة مادية تصبح هذه الأعراض والآلام مصراً كبيرا لشعور المريض بالضغوط النفسية.

- ضغوط ذاتية

وهي الضغوط النفسية الناتجة عن الطموح الزائد لدى الفرد والدافعية الكبيرة للتميز والتفوق على الآخرين.

- الضغوط المادية

وهي الناتجة عن عدم قدرة الفرد على توفير احتياجاته واحتياجات أسرته من المسكن والملبس والتغذية بالإضافة إلى عدم قدرته على العيش ببعض الرفاهية أسوة بمن يراهم حوله من الأفراد.

الصفحات