كتاب " المناهج الحديثة وطرائق التدريس " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب المناهج الحديثة وطرائق التدريس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
المفهوم التقليدي للمنهج
إن المفهوم التقليدي للمنهج يتأسس على مفهوم التربية القديمة التي كانت تنظر إلى المعرفة على أنها غاية بحد ذاتها لأنها هي التي تؤدي إلى تعديل سلوك الفرد بمجرد معرفته لها وتمكنه منها، ويرى أصحابها أن مجرد معرفة الحق تؤدي إلى اتباعه.
فالمنهج القديم يبنى على نظرية المعرفة التي تتبنى المبدأ القائل إن كثرة تلقي الطالب للمعارف تدرب عقله، وتنمي ذكاءه، لذلك فإن المعرفة هي المحور الذي يدور حوله المنهج القديم بوصفها أبرز ثمار الخبرات الإنسانية.
وقد عرف المنهج التقليدي تعريفات عديدة منها:
هو مجموعة المواد الدراسية Subjects التي يقوم المتخصصون بإعدادها، أو تأليفها، ويقوم المعلمون بتنفيذها، أو تدريسها، ويسعى الطلاب إلى تعلمها، أو دراستها (سعادة، وإبراهيم، 2004).
هو مجموعة المواد الدراسية، أو المقررات اللازمة لتأهيل الطلبة في مجال دراسي معين مثل منهج الرياضيات، ومنهج اللغات، ومنهج التربية والعلوم، وغيرها.
هو كل المفردات التي تقدمها المدرسة للتلاميذ.
هو عبارة عن المقررات الدراسية الموضوعة في صورة مواد دراسية يراد من الطلبة دراستها في مرحلة معينة من مراحل الدراسة.
هو المعلومات والحقائق والمفاهيم المختلفة التي تريد المدرسة إكسابها للمتعلمين لغرض إعدادهم للحياة، وتنمية قدراتهم عن طريق إلمامهم بخبرات الآخرين، والاستفادة منها.
وفي ضوء ما تقدم من تعريفات فإن المفهوم القديم للمنهج لا يتجاوز المادة الدراسية التي تقدمها المدرسة للمتعلمين، وإن المطلوب هو تحفيظ هذه المادة للمتعلمين بوصفها لب العملية التعليمية، وأن وظيفة المدرسة بموجبه تقتصر على تقديم المعرفة إلى الطلبة، واختبار مدى قدرتهم على حفظها واستيعابها؛ فالمنهج التقليدي يقدس المعرفة بوصفها التراث القيم الذي يرثه الجيل الحاضر عن الأجيال السابقة، ويجب المحافظة عليه، وعدم التقليل من قيمته.
وبالعودة إلى التعريفات التي مرّ ذكرها لا نجد فيها إشارة إلى أهداف التعليم، ولا يتعدى دور المعلم فيها عملية التلقين، ولا يراد من الطالب سوى التلقي والحفظ والاستظهار، وبذلك فإن المنهج التقليدي يدور حول المادة الدراسية من دون سواها كما لا نجد فيها أية إشارة إلى الأنشطة المدرسية والخبرات المباشرة، وأن المنهج مقصور على ما يجري بين جدران المدرسة.
سمات المنهج التقليدي
يتسم المنهج التقليدي بما يأتي:
1. التشديد على المعلومات بوصفها غاية بحد ذاتها.
2. النجاح في الامتحانات المدرسية الهدف الأساس من أهداف تدريس المادة الدراسية.
3. الكتاب المدرسي يعد المصدر الأساس لتزويد الطلبة بالمعلومات، وأن العملية التعليمية مقصورة على ما يتضمن الكتاب من معلومات.
4. التركيز على عنصر المحتوى وإهمال الأهداف، وكيفيات التدريس، والتقويم.
5. استبعاد كل نشاط يتم خارج جدران قاعة الدراسة.
6. اقتصار دور المعلم فيه على تقديم المعلومات وشرحها وتفسيرها والتعليق عليها.
7. المعلم الجيد فيه هو ذلك المعلم الملم بالمادة القادر على توصيلها للطلاب.
8. التركيز على الجانب العقلي للمتعلم وإهمال الجوانب الأخرى.
9. يقتصر دور الطالب فيه على الحفظ والاستظهار.
10. الطالب الجيد هو ذلك الطالب القادر على حفظ أكبر قدر ممكن من المادة واستظهارها.
11. الامتحانات فيه تهتم بقياس كمية المعلومات التي استوعبها الطلبة.
12. تنظم المواد بموجبه بصورة مواد منفصلة غير مترابطة.
13. تتسم المواد التعليمية فيه بضخامة حجمها، وكثرة مفرداتها.
عيوب المنهج التقليدي
يؤخذ على المنهج التقليدي أن له أثاراً سلبية كثيرة تتمثل بالآتي:
1. يدفع الطلبة إلى حفظ المواد الدراسية من دون ربطها بالواقع الذي يعيشون فيه لأن المادة بموجبه هي الغاية.
2. الطالب فيه سلبي لأنه مجرد متلقٍ غير مشارك يفتقر إلى الحيوية والنشاط.
3. يهمل حاجات الطلاب، واهتماماتهم وميولهم، ولا يقيم وزناً لها.
4. يفتقر إلى تشجيع الطلبة على البحث والاطلاع.
5. الطالب فيه يعتمد على المعلم والكتاب المدرسي في عملية التعلم، ولا يعتمد على نفسه.
6. يشدد على الطرائق التي تؤدي إلى الحفظ.
7. لا يؤدي إلى بناء شخصية المتعلم بشكل متوازن لأنه يهتم بالجانب العقلي، ويهمل الجوانب الوجدانية والمهارية.
8. التعلم فيه قليل الفائدة لعدم ارتباطه بالواقع ولوجود فصل بين المواد التعليمية التي يقدمها هذا المنهج ومتطلبات الحياة.
9. لا يراعي الفروق الفردية بين الطلبة ويطلب من الجميع الوصول إلى مستوى تحصيلي واحد.
10. يفتقر إلى تمكين الطلبة من مواجهة المشكلات التي قد تواجههم في الحياة لأنه مبني في الأساس على معطيات المادة الدراسية لا على أساس متطلبات الحياة.
11. يفتقر إلى التكامل والترابط بين المواد الدراسية لعدم وجود تنسيق بين واضعي المناهج من المتخصصين في المواد المختلفة، إذ يشدد كل متخصص على مادته من دون الاهتمام بربطها مع المواد الأخرى.
12. لا يتضمن أنشطة خارجية، ولا يهتم بربط المدرسة بالمجتمع والبيئة المحلية.
13. لا دور للمعلم والمتعلم في اختيار مفرداته وليس لهما أي هامش من الحرية في التعامل مع مفرداته.
14. لا يسمح بالإبداع والابتكار.
15. يهمل الجانب التطبيقي، والنشاط العملي ولا يهتم بالجوانب المهارية والمهارات الأدائية، ويقتصر على الجوانب اللفظية والنظرية فقط.
16. يهمل توجيه سلوك الطلبة لأنه مبني على الاعتقاد بأن المعرفة وحدها كافية لتوجيه السلوك.
17. يهمل تكوين الاتجاهات والعادات الإيجابية، وتنمية الميول لدى الطلبة.
18. يفتقر إلى التنويع والتجديد في طرائق التدريس لاعتماده على الإلقاء والتلقين.
19. إن هذا المنهج قاصر عن تزويد المجتمع بالمواطن الكفء القادر على تأدية دوره بفاعلية في حياة المجتمع.
20. لا يربط بين ما يجري في المدرسة ومتغيرات البيئة والمجتمع.
المبادئ التي يتأسس عليها المنهج التقليدي
هناك مجموعة من المبادئ يتأسس عليها المنهج التقليدي هي:
1. إن وظيفة التربية الأساسية هي التشديد على المعارف ونقل التراث الإنساني من جيل إلى جيل، وهذا ما كانت تتبناه التربية القديمة التي تشدد على المحافظة على تراث الماضي ونقله إلى اللاحقين.
2. اعتبار المواد الدراسية وسيلة التراث والحقائق الخالدة.
3. الاعتقاد بأن التعليم الذهني والتربية العقلية هي التربية بعينها.
4. الاعتقاد بأن لكل مادة دراسية قيمة ذاتية ولها دور في شحذ العقل وتنميته.
5. الاعتقاد بأن الفرد إذا زادت معرفته يرى الصواب، ويزداد فهمه لشؤون الحياة.
6. النظرة إلى المتعلم على أنه ذلك الفرد الذي يستطع رواية الأخبار وإلقاء الأشعار، والحديث عن جوانب الحياة المختلفة، والحوار والمناقشة وأن التمكن من ذلك يعني أن الفرد مثقف.
7. إن ما يتعلمه الصغار يجب أن يحدده الكبار المتخصصون في المواد الدراسية، لأن الصغار غير ناضجين لا يستطيعون معرفة ما يجب أن يدرسوه.
8. الاعتقاد بأن الطفولة مرحلة تحتاج إلى الصرامة والشدة.
9. الاعتقاد بأن هضم المواد الدراسية هو لب العملية التعليمية (عطية،2008).