كتاب " رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي " ، تأليف د.
قراءة كتاب رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أولا: أثر الإيمان بالله في تربية النفس
للإيمان بالله تعالى أثر كبير في تربية النفس الإنسانية يتجلى فيما يأتي:
1) حب الله ويتمثل في حب المرء خالقه ـ
يحب المرء خالقه الذي أعطاه من النعم ـ حبا يملك عليه كل مشاعره وأحاسيسه وخواطره، فيجعل أعماله ـ السرية والعلنية ـ وحياته كلها لله رب العالمين.
ومن أحب الله تعالى فإنه لا يبالي بنفس أو بأهل أو بمال أو بجاه أو بأي منفعة دنيوية، إذا شعر بأن نعمة الإيمان ستسلب منه. ( ما كان لله فهو المتصل وما كان لغير الله فهو المنفصل) وإنما الأعمال بالنيات.
وهذا الحب يربي النفس على الجهر بكلمة الحق ـ أمام أي بشر ـ ولو أصبحت حياته أو رزقه في خطر! لأنه مشتاق للعيش في جناب من أحب.
وهو الحب الخالص لله عز وجل لا شريك له، لئلا يحبط عمله (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) الأنعام: ١٦٢-وهو الحب الذي يؤدي إلى العمل الصالح، فحب الله لم يكن يوما مشاعر طيبة في القلب فقط إذ لا بد أن ينبثق منها سلوك صحيح في الحياة.
وحبّ الله هو الذي يجعل المسلم يختار رضا الله على أي متاع دنيوي، لأنه يعلم أن ما عند الله خير وأبقى.
والمحب لله تعالى لابد وأن يتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فيصدقه فيما أخبر ويطيعه فيما أمر ويتأسى فيما فعل (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) --آل عمران: ٣١--.
2) التقوى " مخافة الله" في السر والعلن
تقوى الله تعالى هي أن يضع الإنسان المسلم بينه وبين غضب الله وعقابه حاجزا وذلك باتباع أوامره واجتناب ما نهى عنه. قال تعالى " (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) البقرة: ١٩٧
والتقوى هي وصية الله عز وجل لجميع عباده ـ في كل زمان ومكان ـ قال تعالى:(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ) النساء: ١٣١ "
والتقوى سفينة النجاة إلى شاطئ الأمان والسلامة؛ لذا فهي مطلوبة من الفرد والمجتمع والدولة؛ لتكون الأمة مسلمة بحق.
والله عز وجل يأمر عباده بالتقوى في (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) آل عمران: ١٠٢
ودخول الجنة وسلام الملائكة على أصحابها مرهون بالتقوى (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) الزمر: ٧٣ فإن ذلك يجعل من ضمير المسلم حارسا أمينا، فإذا هم بالمعصية تذكر أن من يعلم السر وأخفى مطلع عليه، فيحجم عن ارتكابها.
فالتقوى أثر من آثار الإيمان بالله تعالى، وتكون قوية أو ضعيفة حسب قوة إيمان صاحبها أو ضعفه، والتقوى بايجاز {مخافة الله}. فمن أراد التعلم فليتق الله لقوله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ۗ) ( البقرة،282).
3) الصبر
وهو حبس النفس عن الجزع والتسخط، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش.
وهو قوة خلقية من قوى الإرادة تمكن الإنسان من ضبط نفسه لتحمل المتاعب وضبطها عن الاندفاع بعوامل الضجر والسأم والرعونة والغضب والشهوات... .
والصبر ثلاثة أقسام: صبر عن المعصية فلا يرتكبها، وصبر على الطاعة حتى يؤديها، وصبر على البلية فلا يشكو ربه فيها، والصبر عن محارم الله أفضل من الصبر على عذاب الله.
وقد أجملها سبحانه وتعالى في قوله: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر- 10(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت، 35). وفي قول: (فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ) ق: ٣٩ و(فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) هود: ٤٩.
والإسلام يحث على الصبر ويرغب فيه.ومن ثمرات الصبر: الشجاعة، والثبات على الحق، والرضا بالقضاء والقدر، وطلب الحلال، والطمأنينة، والتوكل على الله .