قراءة كتاب رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

كتاب " رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 7

رابعا. أثر الإيمان بالرسل في تربية النفس

الإيمان بالرسل يعني التصديق بأن الله تبارك وتعالى بعث إلى عباده أنبياء ومرسلين مبشرين ومنذرين، بلغوا ما أرسلوا به على أكمل وجه. وأنهم مؤيدون بالمعجزات الدالة على صدقهم. ويجب الإيمان بهم إجمالا، إلا من سمى الله لنا منهم فيجب الإيمان بهم على التفصيل، وأنه لا يحصي عددهم إلا الله تعالى.

ويتصف الرسل (عليهم الصلاة والسلام) بالصدق والأمانة والتبليغ والفطانة والعصمة والسلامة من العيوب المنفرة.

وقد جاء الأنبياء والمرسلون (عليهم الصلاة والسلام) بكلمة التوحيد ( لا اله الا الله) ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور ومن الضلال إلى الهدى ومن الكفر إلى الإسلام. وهذه الكلمة عليها مدار الحياة الإسلامية، لأنها تقتضي أن الله هو رب العالمين وخالقهم ومالكهم والمتصرف فيهم ومدبر شؤونهم، وأنه وحده (جل وعلا) المستحق لجميع أنواع الحمد والعبادة، وأنه المتصف بصفات الجلال والكمال والمنزه عن النقائص. وهذه الكلمة أيضا هي قضية الحياة الكبرى التي بعث الله من أجلها الرسل لعبادته، وجاء كل رسول لتعريف قومه بها أولا والعمل بها ثانيا. (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) الذاريات: ٥٦

ولا اله إلا الله: معناها لا حاكمية ولا طاعة ولا عبادة الا لله عز وجل. ولا خالق ولا رازق ولا محيي ولا مميت ولا نافع ولا ضار الا من بيده الخلق والأمر. و" لا إله إلا الله" تعادل كل ما خلق الله أي لو وضع الناس والملائكة والعالم الذي نراه والذي لا نراه في كفة و" لا إاله إلا الله" في كفة أخرى لرجحت لا إله إلا الله.(وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله) رواه احمد والترمذي، صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

لقد بلغ الأنبياء الرسالة وأدّوا الأمانة ونصحوا الأمة، وصبروا على ما كذّبوا، وجاهدوا في الله حق جهاده، وماتوا على التوحيد ونفوسهم مستريحة، وصعدت أرواحهم الطاهرة الى ربها لتدخل في عباد الله وجنته ـ التي أعدت للمتقين ـ راضية مرضية.

وهذا الموقف يعلمنا أن نبلغ دين الله كما أنزل، دون زيادة أو نقصان أو تمويه أو استحياء ! وأن نبين أن شريعة الله - دنيا وآخره- أصلها في الأرض وامتدادها في السماء دون مواربة أو شك مريب.

فواجبنا الاقتداء بالرسل في مجابهة الجاهلية ومواجهتها في عقر دارها مهما عظم الابتلاء وكثرت التضحيات. وأن نستخلص العبر من موقف الأنبياء والمرسلين ـ عليهم صلوات الله أجمعين ـ تجاه أقوامهم، وأن نصبر كما صبروا ونجاهد كما جاهدوا ونقدم كل ما نملك في سبيل الله لنفوز برضوان الله ومغفرته وجنته كما فازوا لقوله تعالى (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) الأحقاف: ٣٥

الصفحات