قراءة كتاب رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي

كتاب " رعاية الطفولة المبكرة في ضوء المنهج الإسلامي " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 4

ثانيا:أثر الإيمان بالملائكة في تربية النفس

الإيمان بالملائكة هو التصديق الجازم بأن لله تبارك وتعالى ملائكة مخلوقين من نور، وأنهم عباد مكرمون، يسبحون الليل والنهار لا يفترون، وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله بها خير قيام.

والملائكة أصناف كثيرة بحسب ما نيط بهم من أعمال.

آثار الإيمان بالملائكة

1) الطاعة فالإيمان بالملائكة يعمق معنى الطاعة في نفس المؤمن، فهو ليس الوحيد في ميدان عبادة الله عز وجل، فالكون من حوله مسبح بحمده منفذ لأمره. مما يجعل المسلم ينشط للطاعة والعبادة ويجعله متشبها بهم في اتباع أوامر الله واجتناب نواهيه حين يعلم أن الملائكة أولو أجنحة عظيمة وقوة كبيرة يسبحون الليل والنهار لا يفترون. وقد جاء في الأثر أن بعضا من الملائكة ساجد لله منذ أن خلقهم الله إلى قيام الساعة، وعندما يرفعون رؤوسهم يقولون سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك.

2) العمل الصالح من استقامة ووفاء، ومحافظة على الميثاق، ووصل ما أمر به الله أن يوصل، وخشية الله ـ في السر والعلانية ـ وصبر وصلاة، وصدقة، وعفو، وذكر، وتلاوة القرآن الكريم .الخ... قال الله تعالى: (وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ) فاطر: ١٠،(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) المائدة: ٩ "

فإذا قام المؤمن بالأعمال الحسنة واستقام على منهج الله في الحياة فإن الملائكة تتنزل عليه، وتبعد عنه الخوف والحزن وتبشره بالجنة الموعودة، وستسلم عليه في جنات النعيم، جزاء إيمانه وعمله، فطوبى له وحسن مآب، فعند نزاع العبد الصالح تأتيه الملائكة بالبشرى الخيرة بالجنة وأن يدع الخوف والقلق على ذريته من بعده. ومصداق ذلك قوله تعالى في محكم التنزيل (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ)(نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)(نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) فصلت: ٣٠ - ٣٢.

3) الابتعاد عن المعاصي حياء من الله تعالى وخوفا منه ثم حياء من الملائكة، الذين كلفهم المولى ـ جل وعلا ـ بحفظ الإنسان ومراقبته وتسجيل حسناته وسيئاته (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق: ١٨

وقال تعالى وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)الانفطار: ١٠ - ١٢

وهذا ما يدعو المؤمن لمراقبة مولاه والابتعاد عن السيئات؛ لئلا تسجل عليه الملائكة ما يسوؤه يوم العرض الأكبر، ولئلا توبخه إذا انحرف عن سواء الصراط، وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (50)غافر: ٤٩ - ٥٠

4) الشجاعة والثبات في المعارك في سبيل الله. فالمؤمن في المعركة يحرص على أن ينال إحدى الحسنيين ـ النصر أو الشهادة ـ ويشعر وهو يقاتل أعداء الله أن رب العالمين يقف في صفه وينصره في الميدان، كما يشعر أن إخوانه المجاهدين وجنودَ الله الكثيرينومنهم الملائكة الكرام يقفون معه. وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)آل عمران: ١٢٣ - ١٢٥

الصفحات