أنت هنا

قراءة كتاب افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

كتاب " افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال " ، تأليف محمد محمود عبد الله ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

مفهوم التدريس

إن التدريس هو عملية التفاعل بين المعلم وطلابه، وهو يعني أيضا الاداءات التي يؤديها المعلم أثناء عملية التعليم والتعلم لإحداث التعليم المباشر في أداء الطلبة لتعديل مسار التعليم وتيسيره، فهو إذن يشمل تزويد الطالب بالمعلومات التي يمكن أن تؤثر في شخصيته تأثيراً عملياً.

وينظر(ستيفن كوري) إلى التدريس على أنه عملية متعمدة لتشكيل بيئة الفرد، بصورة تمكنه من أن يتعلم أداء سلوك محدد، أو الاشتراك في سلوك معين، ويكون ذلك تحت شروط موضوعة مسبقاً.

إن عملية التدريس تستند إلى مجموعة من الخبرات الحيوية، تستند هي الأخرى في نموها ونضجها إلى أصول معينة، وأسس محددة، ومقومات واضحة. والتدريس بهذا المعنى ليس عملا ارتجاليا يؤدي إلى أيه صورة دون ارتباط بقاعدة أو نظام. وهو أيضاً يستمد أهميته من وصفه مهنة من المهن المرتبطة بالإرشاد والتوجيه. والمعلم من خلال عملية التدريس يكشف لطلابه طرائق الحياة. ومن هنا استمد التدريس أهميته، إذ تتجلى هذه الأهمية فيما يأتي:

1- إيضاح ما غمض من المعلومات من خلال المناقشات والمحاورات التي تجري بين المعلم وطلابه.

2- تفصيل ما جاء مجملا في المناهج المقررة الذي لا يمكن للطلبة معرفة تفاصيله، إلا من خلال ما يؤديه المعلم من مناقشات هادفة يقودها ويديرها ويوجهها.

3- يمتد التدريس إلى التربية الخلقية والنفسية، إذ إن التدريس يستند إلى علم النفس، وعلوم التربية.

إن التدريس بعد ذلك لون من ألوان الخبرات الحيوية، وقد وصف بأنه خبرة حيوية ليأخذ تعريف الخبرة، والخبرة هنا حيوية، بمعنى أن التدريس يشبه الكائن الحي في نموه وتطوره، وخضوعه إلى ما تخضع له الكائنات الحية في نموها وتطورها. وقيل أيضا إن التدريس عملية تفاعل فكري بين المعلم وطلابه، أي أن التدريس قائم على التفاعل، وبالردة الأولى تفاعل الأفكار، لأن المعلم يحمل فكرا أو أفكارا يطرحها للمتعلم، والمتعلم بدوره يحمل أفكارا، وهنا تحدث بالضبط عملية التفاعل الفكري.

لقد أطلق على التدريس مصطلح(فن التدريس) لأنه أقرب إلى الفن منه إلى العلم. فإذا كان العلم مجموعة من الحقائق توصل إليها البشري بالتجريب، فإن الفن مجموعة من المهارات، ولذا نقول مهارة التدريس أو التعلم، ول نقل(علم التدريس)، على الرغم من أن هناك تداخلا كبيرا بين العلم والفن.

واستنادا إلى ذلك نقول إن المقومات الأساسية للتدريس إنما هي تلك المهارة التي تبدو في موقف المعلم، وقدرته على الاتصال بطلابه، وكيفية حديثه معهم، وقدرته على التصرف في إجاباتهم، وبراعته في استمالتهم، ومقدرته على النفاذ إلى قلوبهم.

ولما كان فن التدريس هو هذه المهارة التي يمتلكها المعلم للتعامل مع عقول ومشاعر وأحاسيس الطلاب، فإنه أصبح أقرب إلى علم النفس من أي علم آخر. فإذا قلنا(علمت محمدا التربية الإسلامية)، فهذا يعني أنني يجب أن أكون ملما بمحمد الإنسان، وهذا من اختصاص علم النفس، وملماً بالتربية الإسلامية، وهي مجال تخصصي الذي يفترض أن أكون ملما به إلماما تاما.

إن فن التدريس يستند إلى مقومين أساسين هما: الفطرة والموهبة، والتعليم والصناعة. فالذي لديه قدرة على قول الشعر، يعني أن لديه موهبة، وهذا يمثل الفطرة. ولكن هذه الشاعرية لا تكتمل إلا بما يسمى بالوسائل الصناعية، ومعنى هذا أن فن التدريس قائم على مقومي الطبع والصناعة.

إن التدريس يأخذ اتجاهان واضحين، ولكل منهما أسسه الفلسفية والاجتماعية والنفسية. وهذان الاتجاهان هما الاتجاه التقليدي الذي يقوم على تلقين الطلبة بالمعلومات والمعارف، ويكون موقف المتعلم فيه سلبيا. والاتجاه الحديث الذي تغيرت النظرة فيه إلى تنمية شخصية المتعلم ونشاطه داخل الجماعة، والعمل على تكيفه مع ما يحيط به تكيفا سليما، مما أدى إلى أن يصبح التدريس عملية توجيه وإرشاد لا عملية تلقين وحفظ.

إن للتدريس نظرياته التي ترتبط من الناحية التاريخية بنظريات التعلم. ونظريات التدريس مجموعة من العبارات تقوم على أسس البحث العلمي التي تسمح للمعلم بالتنبؤ بتأثير تغيرات معينة في البيئة التربوية على تعلم الطلبة، أو هي مجموعة المبادئ المتكاملة التي تصف موجهات لترتيب الظروف لإنجاز الأهداف التربوية.

الصفحات