أنت هنا

قراءة كتاب افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال

كتاب " افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال " ، تأليف محمد محمود عبد الله ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

استراتيجيات التدريس

إن تعبير الإستراتيجية في الميدان التربوي مصطلح حديث نسبيا، فقد استخدمه الكثير من العلوم والتخصصات الأخرى قبل استخدامه في الميدان التربوي. وإن الإستراتيجية تعبير عن منطق أو أسلوب جديد ذي أدوات جديدة في التفكير اصطنعته علوم جديدة.

لقد ظهرت مجموعة من المفردات والمصطلحات التي تعبر عن منهج أو منطق في التفكير قوامه التحليل الدقيق من أبعاد مختلفة، والتسلسل من العام إلى الخاص، والتحرك العقلاني من النظرية إلى التطبيق، والانتقال الوظيفي من الحاضر إلى المستقبل على أدق وأفضل الأحكام وأدوات الأفعال.

وهكذا فإن لفظة إستراتيجية تأتي في باب الوسائل التي تقابل مفهوم المقاصد والغايات في السلوك والأفعال الاجتماعية، مثلما هو في سلوك الأفعال الفردية. فكل سلوك أو فعل اجتماعي له في النتيجة قصد أو غاية تعبر عن حاجة أساسية. وعند التحليل الدقيق المتسلسل لكل فعل(من العام إلى الخاص) ينبغي أن ننظر فيه أولا إلى البيئة المتوقعة التي تتضمن عناصر الموقف وتناقضاته وعلاقاته على وفق تسلسل زمني. ومن هذا الموقف يكون الانتقال إلى العرض العام الذي يشتق مضمونه من خصائص الموقف نفسه. ومن الغرض العام يكون الانتقال إلى هدف أو أهداف أكثر تحديدا، ثم الانتقال إلى مهام أو فروض تشكل مجموعة نشاطات تعبر عن برنامج أو جزء من برنامج.

إن الإستراتيجية بعد ذلك تعني خط السير للوصول إلى الهدف، أو هي الإطار الموجه لأساليب العمل، والدليل الذي يرشد حركته. وتعني أيضا فن استخدام الوسائل لتحقيق الأهداف.

وعلى هذا الأساس تكون إستراتيجية التدريس مجموعة الأمور الإرشادية التي تحدد وتوجه مسار عمل المعلم، وخط سيره في الدرس. لأن التدريس بطبيعته عملية معقدة تتداخل وتترابط عناصرها في خطوات متتابعة. إذن إستراتيجية التدريس تتكون من الأهداف التعليمية والتحركات التي يؤديها المعلم وينظمها ليسير على وفقها، فهي تتضمن الأسئلة والمواقف، والأمثلة والتمرينات، والمسائل، والوسائل المؤدية إلى الأهداف. وتتضمن أيضا التنظيم الصفي، واستجابات الطلبة، والتخطيط... وما إلى ذلك.

لقد وجد التربويون أن الاستراتيجيات القبلية تؤدي دورا مهما في إنجاح عملية التدريس، وإثارة دافعية المتعلمين نحو التعلم. وأشار الأدب التربوي إلى خمس استراتيجيات قبلية هي (الأهداف السلوكية، والمنظمات المتقدمة، والاختبارات القبلية، والملخصات العامة، والأسئلة التحضيرية).

إن هذه الاستراتيجيات يمكن أن تحقق جانبا من مساعي النهوض بتدريس مادة التربية الإسلامية، لكونها أحد الأنماط المستحدثة في التدريس.

أما إستراتيجية الأهداف السلوكية فتهتم بكتابة الأهداف بإيجاز ووضوح، وتعريف المتعلمين بها بوصفها عاملا مساعدا في زيادة التعلم. وتصاغ هذه الأهداف بعبارات موجزة قصيرة قابلة للملاحظة والقياس، وتبين ما يتوقع أن يقوم به المتعلم بعد الانتهاء من دراسته لموضوع معين أو وحدة دراسية معينة. وتتميز الأهداف السلوكية بإمكانية تحقيقها خلال مدة قصيرة، فضلا عن كونها تؤكد أداء المتعلم لا أداء المعلم. وعليه فإن هذه الإستراتيجية تتناغم مع الفلسفة التربوية الحديثة التي تؤكد دور المتعلم في العملية التعليمية.

إن تحديد الأهداف السلوكية لازم لممارسة أي نشاط إنساني. فالهدف الذي يؤمن به الإنسان يخلق فيه الدافع، وبوجه جهوده، ويساعده على اختيار الوسائل المناسبة لتحقيقه. وفي ضوئها يمكن تقرير مدى النجاح الذي تحققه العملية التعليمية.

فالأهداف السلوكية تكثف جهود المعلم والمتعلم نحو تحقيق الأهداف المقصودة. كما أن الأهداف السلوكية تؤدي إلى بعث الرضا والاطمئنان في نفوس الطلبة، وتقلل من قلقهم وتوترهم أثناء الامتحان، وتساعدهم على فهم الواجبات التعليمية المطلوبة؛ وبهذا فهي تشجعهم على النجاح والتقدم والاهتمام بالمادة الدراسية.

لقد أجريت دراسات كثيرة حول الأهداف السلوكية، وأثر هذه الأهداف في التحصيل الدراسي وزيادة الاحتفاظ بالمعلومات، وقد توصلت هذه الدراسات إلى نتائج إيجابية في هذا المجال.

لقد وضع النفسيون والتربويون عن طرائق عديدة لتصنيف الأهداف السلوكية. ويعتبر تصنيف(بلوم) أكثر هذه التصانيف شمولا. وقد صنف بلوم هذه الأهداف إلى ثلاثة أصناف أو مجالات رئيسة هي الأهداف المعرفية، والأهداف المهارية وسماها (النفس حركية)، والأهداف الوجدانية، وقد قسم الأهداف المعرفية إلى ستة مستويات للتفكير هي (التذكر، والفهم، والتطبيق، والتحليل، والتركيب، والتقويم) وعد المستويات الثلاثة الأولى قدرات عقلية دنيا، والمستويات الثلاثة الأخيرة قدرات عقلية عليا.

أما الإستراتيجية الثانية فهي إستراتيجية المنظمات المتقدمة، وهي التي وضع أسسها(اوزبل)، وهي تقوم على البنية المعرفية المسبقة لدى المتعلم، والبناء المعرفي الذي يبني ويطور في ضوء عملية أطلق عليها أوزبل مصطلح(التضمين). وهذا التضمين يعني ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات والأفكار الموجودة لدى المتعلم، ودمجها في بنيته المعرفية.

ويقترح(اوزبل) أن تعرض هذه المنظومة على المتعلم في عملية التعلم، قبل الخوض في شرح أجزاء المحتوى التعليمي المراد تعلمه، والمعلومات المتعلمة مسبقا؛ وهذا يؤدي بالمتعلم إلى الفهم والاستيعاب بطريقة هادفة ذات معنى.

ويؤكد(اوزبل) أن التعليم المدرسي يحصل غالبا بالمادة المكتوبة والملفوظة. فكل مادة دراسية تتكون من مفاهيم ومبادئ أساسية، يمكن أن يتعلمها الطالب، لتصبح فيما بعد جزءا من طاقته الفكرية. وعلى المعلم هنا أن يراعي شرطين، أولهما: تقديم المادة المعرفية بشكل منظم وملائم لطاقة المتعلم الفكرية، وثانيهما أن تكون المادة التعليمية ومفاهيمها ذات علاقة وثيقة بحياة الطالب، ولها معنى مفيد لديه.

الصفحات