كتاب " افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال " ، تأليف محمد محمود عبد الله ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

افهام ومعارف تربوية طرق تدريس للأطفال
مفهوم التربية في الإسلام
التربية هي بناء الصغير نشأة سليمة في الجسم والفكر. ويلزم لذلك قيام ولي الأمر بشيئين:
1- رعاية. 2- عناية.
1- الرعاية، وتشتمل على أربعة أشياء:
1- مسكن. 2- ملبس. 3- غذاء. 4- دواء.
ويتحقق ذلك بالجد والسعي في طلب الرزق من حلال فإن أفلح أفلحت الرعية.
2- العناية، وتشتمل على أربعة أشياء أيضا:
1- اهتمام: ويقصد به دقة الملاحظة.
2- متابعة: ويقصد بها دوام المراقبة.
3- توجيه: ويشمل الإرشاد والنصح والأمر والنهي والزجر.
4- جزاء: ويشمل إثابة المحسن ومعاقبة المسئ.
والخلاصة أن الرعاية هي توفير مقومات الحياة بجميع أنواعها لكل من يعولهم الأب أو من يقوم مقامه بالتساوي دون تفريق في الحقوق والمعاملات.
أما العناية فهي قيام ولي الأمر في أسرته فقد نجا من مساءلة قيوم السموات والأرض يوم العرض والجزاء لقول رسول الإنسانية محمد ( صلى الله علع وسلم)«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
والعاقل من يحذر التفرقة في المعاملات بين الأبناء على إخوته جوراً لقول الرسول الأعظم محمد ( صلى الله علع وسلم) حينما ذهب إليه أحد الآباء وقال يا رسول الله: أشهد على هذه العطية فإنني أعطيت أحد أبنائي حديقة. فقال ( صلى الله علع وسلم): هل أعطيت الآخرين مثله؟ قال الرجل: لا. فقال الرسول ( صلى الله علع وسلم) «أشهد عليه غيري فإنني لا أشهد على جور».
يفهم من ذلك أن عدم التسوية بين الأبناء جور. وفي الحديث الشريف قوله ( صلى الله علع وسلم): «اتقوا الله واعدلوا في أولادكم».
وفي بيان أفضل أنواع الحب قال الصديق يوسف ( رضي الله عنه): أحبني أبي فرماني في الجب إخوتي. وأحبتني امرأة، فزجت بي في السجن. وأحبني ربي فآتاني من الملك وعلمني من تأويل الأحاديث:(رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث).
واعلم أن الصغير يكتسب الفضائل والرذائل من مصادر أساسية أهمها البيت الذي يتربى فيه والبيئة المحيطة به التي ينشأ فيها، وخاصة أصدقاء الخير أو الشر، طائفة من السباب والشتائم إلى آخر ما في البيئة من فضائل ورذائل.
وأهم دعائم النشأة السليمة هما الأب والأم. فالأم هي معين الفضائل الذي لا ينضب بالنسبة للأبناء، وهي مهد الحضارة والرقي وغرس مكارم الأخلاق، ويليها الأب بالإشراف والمتابعة والتقويم لكل معوج وفاسد.
ولعل هذا التقديم للأم يرجع إلى حكمة الرسول ( صلى الله علع وسلم) حينما سأله رجل: من أحق الناس بصحبتي يا رسول الله؟ قال ( صلى الله علع وسلم): أمك ثلاثا، مقابل مرة واحدة. ثم أبوك. وهذا يدل على أهمية الأم ورفعة مكانتها في تربية الأبناء ودرجة قربها منهم. فهي نبع الحنان الذي لا يجف ولا يمل. فالأبوان هما الدعامة الأولى في بناء الفرد والأسرة بناء سليما ينفع المجتمع والأمة دنيا ودينا.
ثم بعد الأبوين يأتي دور المعلم في المدرسة، فهو أيضا راع ومسؤول عن رعيته أبناءه الطلاب، فليتق الله فيهم بالإخلاص في القول والفعل وغرس الفضائل وإهداء المعلومة سهلة الأسلوب جزيلة المعنى عذبة المذاق.
فالأم والأب والمعلم والمجتمع مسؤولون أمام الله تعالى عن تربية أبنائهم، فإن أحسنوا التربية يعد الجميع في الدنيا والآخرة، وإن أهملوا ضيعوا وشقوا وكان الوزر في أعناقهم واستوجبوا سؤال الرب سبحانه وحسابه:«كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»: فبشرى لكل معلم أخلص لله تعالى في أبنائه يصدق فيه حديث المصطفى ( صلى الله علع وسلم):«فو الله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»رواه البخاري.
ولقد أمرنا الرسول ( صلى الله علع وسلم) أن نعود أبناءنا الصدق، ولا نلقنهم الكذب، لأن الأب يمكن أن يلقن ولده الكذب وهو لا يقصد، لما جاء في الهدي النبوي الشريف قوله ( صلى الله علع وسلم):«عودوا أبناءكم الصدق، ولا تلقنوهم الكذب، فغن نبي الله يعقوب ( رضي الله عنه) لقن أولاده الكذب دون قصد منه فكذبوا».
والحقيقة أن يعقوب لم يقصد الكذب. ولكنه حكي من خلال رؤيا رآها: أنه رأى تسعة من الذئاب تنهش يوسف معهم، تكلم روح الرؤيا التي رآها فيما حكاه عنه القرآن:(قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب).
وسرعان ما أخذها الأبناء حجة: قالوا نتخلص من يوسف ونقول أكله الذئب.
وهكذا تقول أنت لابنك، مثلا، خذ ريالا واشتر جبنه، واحذر أن تركب به الدراجة وتقول النقود ضاعت. فإن الصغير يفعل ويعود إليك يقول: النقود فقدت مني، فتكون أنت بذلك لقنته الكذب دون قصد منك.

