كتاب " القدس ملامح جيل يتشكل " ، تأليف محمد عدنان سالم ، والذي صدر عن دار الفكر للطبا
أنت هنا
قراءة كتاب القدس ملامح جيل يتشكل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
«كلما تناسينا أو نسينا مذابح دير ياسين وكفر قاسم وجنين وقانا وكل المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق أهلنا في فلسطين، أصرت إسرائيل على تذكيرنا بحقيقتها.. نَعِدُها أن ذاكرتنا قد استيقظت على وقع المحرقة في غزة، وسنبقى نتذكر، ونذكر أبناءنا، وسنخبئ لهم صور أطفال غزة ودمائهم النازفة في ألعابهم، وسنخبرهم عن الشهداء والثكالى والمعاقين، وسنعلن شعار لا تنسَ على جدران غرفهم.. جرائمكم ستنتج أجيالاً عربية قادمة أشد عداءً لإسرائيل.. مناعتها تتطور، وإراداتها تتصلب بوتيرة أسرع من مخططاتكم، وبشدة أكثر فتكاً من تطور ترسانتكم.. إنكم تحفرون بأيديكم قبور أبنائكم وأحفادكم».
كانت هذه خاتمة كلمة الرئيس بشار الأسد في قمة الدوحة.. خاتمةً مفعمة بالتحدي وبالأمل بالمستقبل، مذخورةً بطاقة الشباب وحيوية الشباب، فلتستعِدْ القيادات العربية الهرِمة شبابها على وقع هذه الكلمات، ولتعد إلى صفوف شعوبها، فشعوبها أحنى عليها من عدوها المراوغ الذي يغرر بها..
أيتها القيادات الفلسـطينية والعربية الهَرِمة، كفاكـم (ردحاً) بالمعنى العامـي للكلمة، و(نفاقـاً) بالمصطلح القـرآني لها؛ {لاَ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ} [النساء: 4/148] لقد رحتم تتشدقون بوحدة الصف، وترومونها وحدة إقصاء وتفرد لتتوحَّدوا مع أنفسكم وتتوحد أنفسكم مع عدوِّكم.. لقد فضحتْ تسيبي ليفني وزيرة خارجية العدو أمركم، فأعلنت حربها على غزة من عواصمكم، وأعلنت من باريس أنها تقاتل غزة بالنيابة عنكم، وأن المقاومة مشكلة لكم مثلما هي مشكلة لإسرائيل.
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ *} [الصف: 61/4] أَفْهَمُ وحدة الصف أن يكون لجسد المقاومة الواحد يدان: يد سياسية تمثل المقاومة الناعمة، ويد عسكرية تمثل المقاومة الخشنة.. يدان متعاونتان لجسد واحد تدعم إحداهما الأخرى.. وجهان لعملة واحدة.. هكذا انتصرت المقاومة وحررت أرضها وشعوبها في فيتنام وفي جنوب إفريقية، وفي كل مكان قاوم فيه الشرفاء من أهل الأرض محتليهم..
ما الذي فعلَتْه دبلوماسيتكم الرخوة منذ مدريد وأوسلو وأنابوليس، غير المزيد من التنازلات تلو التنازلات، تزجونها دون أن تكسبوا لأمتكم نقطة واحدة تحسب لكم؟! ماذا حصدت فلسطين من مفاوضاتكم على أيدي كبار مفاوضيكم غير جدران الفصل العنصري، والمزيد من المستوطنات، والحصار الخانق، وكفّ اليد من طرف واحد هو طرفكم، وإطلاق العنان للمطرقة الثقيلة تدك بيوت أهلكم، والاغتيالات الجبانة من الجو، تقتل صفوة مجاهديكم؟!
أيتها القيادات الفلسطينية والعربية الهَرِمة، آن أن تعودوا إلى صف شعوبكم؛ استقيموا فيه، سوُّوا صفوفكم خلف المقاومة، فإن الله لا ينظر إلى الصف المعوج!! إن دماء النخوة والمروءة والعزة والكرامة ما زالت تفور في عروق أمتكم؛ شبابها وشيوخها.. لا تشوهوا تضحيات أهلكم في غزة، وتهدروا دماءهم الزكية التي صعدت إلى بارئها تشكو ظلمَ عدو غاشم، يقف من ورائه عالَـمٌ مَرَدَ على النفاق.. بذلك فقط تتحقق لشعوبكم وحدة الصف، وتكون وحدته كالبنيان يشد بعضه بعضاً..