قراءة كتاب الأساطير المؤسسة للتاريخ الإسرءيلي القديم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الأساطير المؤسسة للتاريخ الإسرءيلي القديم

الأساطير المؤسسة للتاريخ الإسرءيلي القديم

كتاب " الأساطير المؤسسة للتاريخ الإسرءيلي القديم " ، تأليف هشام أبو حاكمة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر وال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 1

المقدمة

نحمده تعالى أن أرشدنا إلى صراطه المستقيم ، وهدانا بكتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه ، تنزيل من رب عزيز حكيم . لقد أنزل الله تعالى كتابه التوراة على نبيه موسى عليه السلام ، فيها هدى ورحمة ، ولكن أعداء الله كهنة بني إسرءيل قاموا بتزوير ما ورد فيها من حقائق ، وأضافوا كثيرا من الأساطير إليها ، ثم نسبوها إلى الله تعالى . قال تعالى : " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون . " البقرة 79 .

بين يدي القارئ في هذا الكتاب مجموعة من الإدعاءات التي ضمنها كهنة بني إسرءيل في العهد القديم ، واعتبروها جزءا منه ، وجزءا من تاريخ بني إسرءيل القديم . وقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك من أكثر من مصدر ، بأن هذه الإدعاءات ما هـي إلاّ أساطير اختلقها ، أو نقلها هؤلاء الكتبة ، من أجل بعث روح العظمة والكبرياء ، وحب الوطن ، وترسيخ الإيمان الوثني في نفوس بني إٍسرءيل المرتدين الذين تحطمت معنوياتهم ، وانكسرت نفوسهم نتيجة للتهجير الآشوري والبابلي .

هذه الروايات والأساطير اعتبرت مصدرا من مصادر التأريخ القديم لبني إسرءيل ، ولولا وجودها في كتاب العهد القديم لما اهتم بها أحد ، ونحن لا يهمنا ما يقوله علماء بني إسرءيل ، ومن وقف معهم ، من أصحاب العقول المغسولة ، إذا ما حاولنـا كتابة التاريخ القديم للمنطقة ، بل المهم أن لا تتعارض هذه المرويات مع ما قالته السجلات التاريخية القديمة الموثوقة ، وما أظهرته التنقيبات الآثارية في المنطقة .

ولا شك في أن الوعد الإلهي المزعوم ، بأن تكون الأرض المقدسة هي ميراث بني إسرءيل الأبدي ، وورود ذلك في العديد من المواقع في العهد القديم ، يعتبر من أهم الأساطير التي تمسك بها الإسرءيليون على مر العصور ، وقد كتب في هذا الموضوع عدد كبير من العلماء والمؤرخين والكتاب ، وقد فنّدوا جميعا هذه الأسطورة ، وأعطوها حقها من الشرح والتفصيل . ويمكن القارئ الرجوع إلى هذه المصادر للاطلاع عليها ، ولهذا فنحن لم نتطرق إلى هذه الأسطورة في هذا الكتاب.

لقد بات من المؤكد أن كتبة العهد القديم في بابل ، وبعدها ، قد سرقوا كثيرا من أساطير الشعوب القديمة ، واعتبروها تاريخا لهم ، ومن هذه الأساطير ما هو مصري ، ومنها الكنعاني ، ومنها البابلي ، وغيرها .

ولست الوحيد الذي يؤكد عدم صدقية ، أو تاريخية كثير من مرويـات العهد القديم ، فقد أشار إلى ذلك عدد كبير من علماء ومؤرخين أجانب ، في الوقت الذي يقوم فيه المؤلفون العرب بالنقل عن كتاب العهد القديم ، وعن كتب التاريخ الإسرءيلية المنحازة ، واعتمادها كمصادر لكتابة التاريخ القديم للمنطقة وشعوبها .

ورغم ردود الفعل الإسرءيلية والصهيونية التي تقف في مواجهة أولئك العلماء الصادقين ، سواء بطردهم من وظائفهم أو محاكمتهم بتهم شتى ، أو مصادرة مطبوعاتهم ، أو رفض طباعة كتبهم ، فإننا لا نزال نجد أن أفكار هذه المجموعة تزداد باستمرار ، وأصبح لها تيار لا يمكن إنكاره .

إن هؤلاء الذين يؤيدون أساطير العهد القديم ، وعلاقتها بالتاريخ القديم لبني إسرءيل ، والتي تم قبولها واعتمادها عبر فترة طويلة من الزمن ، يتخوفون من أي نقد لهذه الأفكار ، من أن يؤدي ذلك إلى إسكات التاريخ الإسرءيلي القديم ، وذلك لمصلحة التاريخ الفلسطيني القديم .

لقد بدأ هذا النقاش يظهر بوضوح ويتصاعد على صفحات الصحف والمجلات الإسرءيلية وغيرها ، هذا الجدال الأكاديمي التاريخي ، والذي يتجه إلى إظهار الحقائق التاريخية القديمة والتي تنفي أن تكون مرويات العهد القديم تاريخا ، أصبح التخوف من أن يؤدي ذلك إلى فقدان ذلك التاريخ هويته القديمة ، التي تعتمد عليها إسرءيل كثيرا .

الصفحات