أنت هنا

قراءة كتاب الحكمة العطائية شرح و تحليل - المجلد الأول

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحكمة العطائية شرح و تحليل  - المجلد الأول

الحكمة العطائية شرح و تحليل - المجلد الأول

كتاب " الحكمة العطائية شرح و تحليل  - المجلد الأول " ، تأليف محمد سعيد رمضان البوطي ، والذي صدرعن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

الحكمة الأولى

«من علامة الاعتماد على العمل

نقصان الرجاء عند وجود الزلل»

الاعتماد على العمل أهو في الشريعة أمر محمود أم مذموم؟

يقول لنا ابن عطاء الله: إياك أن تعتمد في رضا الله عنك وفي الجزاء الذي وعدك به على عمل قد فعلته ووفقت له، كالصلاة، كالصوم، كالصدقات، كالمبرات المختلفة، بل اعتمد في ذلك على لطف الله وفضله وكرمه.

هل هنالك من دليل على هذا؟ نعم، إنه حديث رسول الله علية الصلاة والسلام الذي رواه البخاري وغيره: «لن يُدْخِلَ أحَدَكُم الجنةَ عملُه» قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته».

إذن فالعمل ليس ثمناً لدخول الجنة، وإذا كان الأمر كذلك فالمطلوب إذا وفقت لأداء الطاعات أن تطمع برضا الله وثوابه، أملاً منك بفضله وعفوه وكرمه، لا أجراً على ذات العمل الذي وفقت إليه.

وهنا يقول: ومن أبرز الدلائل على اعتمادك على العمل لا على فضل الله، نقصان رجائك بعفوه تعالى عند تلبسك بالزلل أي عندما تتورط في المعاصي والموبقات.

إن هذا يعني أنك عندما كنت ترجو كرم الله وعطاءه إنما كنت تعتمد في ذلك على عملك فلما قلَّ العمل وكثرت الذنوب غاب الرجاء!.. فهذا هو المقياس الدال على أنك إنما تعتمد في رجائك على عملك لا على فضل الله سبحانه وتعالى وكرمه.. هذا هو باختصار معنى حكمة ابن عطاء الله رحمه الله.

ثم إن هذه الحكمة لها بُعْدٌ هام في العقيدة، وبعد هام يتجلى في السنة.. في كلام سيدنا رسول الله علية الصلاة والسلام، ولها بعد ذلك بُعد أخلاقي تربوي، وسنأتي على بيان ذلك كله إن شاء الله.

* * *

ولنعلم بهذه المناسبة أن حكم ابن عطاء الله مقسمة إلى ثلاثة أقسام :

القسم الأول منها يدور على محور التوحيد.

القسم الثاني يدور على محور الأخلاق.

والقسم الثالث يتعلق بالسلوك وتطهير النفس من الأدران.

ولنبدأ ببيان البعد الاعتقادي وتحليله في هذه الحكمة الأولى:

يقول صاحب جوهرة التوحيد:

فإن يُثِبْنا فَبِمَحْضِ الفَضْلِ

وإن يعذِّبْ فبمحضِ العَدْلِ

الصفحات