كتاب " الموساد .. الشاباك ..
أنت هنا
قراءة كتاب الموساد .. الشاباك .. أمان وأسلحة الدمار الشامل الإسرائيلية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مقدمة
للوهلة الأولى قد يتبادر إلى ذهن القارئ عند قراءته لعنوان هذه الدراسة أن الموضوع الذي تتناوله سبق أن طرق مرات لا حصر لها وليس فقط من المتخصصين العرب في هذا المجال، بل أيضاً من المتخصصين الأجانب ووسائل الإعلام نظراً لما يتمتع به مصطلح الاستخبارات من غموض وأعمال تبدو أحياناً خارقة للقارئ.
لكننا في هذه الدراسة لم نسع إلى تتبع خطوات الكتابات الكلاسيكية التي لا هم لها سوى إبراز الأعمال الاستخبارية والمبالغة فيها بقصد المتاجرة وترويج كتاب والحصول على مقابل مادي، بل عملنا على تتبع جوانب أخرى بعيدة كل البعد عن الكتابات الكلاسيكية، حاولنا خلالها استشفاف المستقبل، وعدم الاقتصار على استرجاع الماضي وسجن أنفسنا فيه، فالإنجازات التي يتم تحقيقها في زمن وشروط وواقع معين قد يستحيل تحقيقها في واقع مختلف أو أحياناً في ظل نفس الواقع إذا ما تغيرت الشروط، وعالمنا عالم المتغيرات الخاطفة.
ولسنا في هذه الدراسة بصدد التعامل مع ما بات معروفاً ومطروقاً من أساليب جمع معلومات، وأسبابها، وتجنيد عملاء، وابتداع وسائل جديدة عبر استخدام التطور الهائل الحادث على وسائل الاتصالات والإلكترونيات وإن كنا سنتطرق إليه بصورة عارضة من أجل عملية ربط الأشياء وسد الثغرات، بل نحن بصدد مناقشة قضيتين:
الأولى: الوضع الداخلي لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الثلاثة: جهاز الأمن العام، وجهاز الموساد، وشعبة الاستخبارات العسكرية ،بنيتها وأقسامها وشعبها وهيكليتها وطبيعة التعاون واللاتعاون فيما بينها وأثر ذلك على عملها، وعلى ازدواجية الجهد وأحياناً التعارض وانعكاساته على المعلومة الاستخبارية ومدى موثوقيتها وما يؤدي إليه من صراعات تناحرية لنيل الحظوة لدى المسؤولين، والمحاولات الإسرائيلية لتحسين هذا الوضع عبر تشكيل هيئات ومجالس ومصادر مرجعية مختلفة.
الثانية: التغييرات التي طرأت على الأهداف وعلى الأخطار التي تواجهها إسرائيل، والتبادل الحادث بين الأهداف الإستراتيجية والثانوية جراء ارتفاع العداء المتزايد للدائرة الثانية المواجهة لإسرائيل: العراق إيران إلى حد الصراع الرئيسي والتغير الذي طرأ على جبهة المواجهة مع مصر والأردن لبنان، ومن ثم مستقبل الاتجاهات الاستخبارية في إسرائيل.
إن التهديدات التي تواجهها إسرائيل في الآونة الحالية مختلفة تماماً عما كانت عليه قبل عقد أو عقدين، فلم تعد تلك الأخطار تقتصر على الحرب الكلاسيكية التي يلتقي خلالها جيشان بمعداتهما، بل دخل إلى هذا الإطار: حرب التحرير الشعبية، والمنظمات العسكرية، والصواريخ بعيدة المدى والأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية هذا إضافة إلى تطور المعدات الإلكترونية للتجسس والإحباط المضاد.
وإسرائيل تدرك تماماً أنه لا يجب أن تخطئ، وأن خطأها الأول سيكون بمثابة خطأها الأخير، لذا فهي تبذل قصارى جهدها من أجل تعزيز ما تسميه الردع، والذي هدفه إخافة أعدائها وردعهم عن شن الحروب أو حتى مجرد التفكير في ذلك.
وتقوم فكرة الردع على العوامل التالية:
1- تعزيز قواتها وتفوقها العسكري
2- العمل لدفع المجتمع الدولي لإصدار المواثيق لحماية أمنها
3- الاحتماء بقوة دولية قوية كالولايات المتحدة
4- تفرقة الجبهات العربية وإضعافها وتحييد القوى منها كمصر والعراق
5- تعزيز اقتصادها وجبهتها الداخلية لتحمل حرب طويلة
"أسرة دار الجليل"