أنت هنا

قراءة كتاب الموساد العمليات الكبرى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الموساد العمليات الكبرى

الموساد العمليات الكبرى

كتاب " الموساد العمليات الكبرى " ، تأليف ميخائيل بار زوهر و نسيم مشعل ، ترجمة بدر عقيلي ،   والذي صدر عن

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 2

مدخل:

ولدت أجهزة الأمن الإسرائيلية في ظل احتدام القتال خلال حرب عام 1948. و كانت منظمة "هشاي" –خدمة المعلومات- التابعة لمنظمة الهجناه الإسرائيلية حتى اندلاع حرب 1948 بمثابة الجهاز الأساسي لجمع المعلومات الاستخبارية. وكان رجالها يتجسسون على البريطانيين، وقد تمكنوا من التسلل جيدا إلى بؤر الحسم العربية، وراقبوا الأجانب واليهود المشبوهين بكونهم عملاء مدسوسين من قبل الانتداب البريطاني. لقد حُفظت المستندات والأوراق في عدة مخازن سرية تم إعدادها في المدن الكبيرة وفي عدة كيبوتسات.

لقد كان واضحا للجميع حينما أقيمت الدولة أن المخابرات ستكون بمثابة أحدى الدعائم الهامة التي يرتكز عليها الأمن الإسرائيلي، وأن إسرائيل ستكون مرتبطة بالمعلومات الاستخبارية الموثوقة أكثر من أية دولة أخرى في العالم: بالمعلومات المفصلة عن جيوش العدو ونواياها، وبالإنذار المبكر والدقيق من الهجمات التي تخطط لها كي يتمكن الجيش الإسرائيلي من اتخاذ الاستعدادات اللازمة لصدها.

لقد ألقي على عاتق المخابرات وشعبة الاستخبارات في هيئة الأركان العامة، وعلى الموساد الذي نشأ فيما بعد، مهام جسيمة لا مثيل لها في أجهزة المخابرات الأخرى.

وعندما اندلعت معارك 1948، طرأت على أجهزة الأمن تغييرات، بيد أن هذه التغييرات لم تكن باتجاه الأفضل. فقد تحول جهاز "هشاي" إلى شعبة الاستخبارات العسكرية والتي شقت خطواتها الأولى وسط دوامة من الفضائح، والقتل وانتهاك حقوق الإنسان. إن الدور الذي قامت به الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية خلال حرب 1948 سيدخل التاريخ ليس بسبب الإنجازات التي حققتها، بل بسبب الفضائح والأعمال الشريرة التي تركتها خلفها. لقد ولدت كل هذه الأعمال والتشوهات بسبب شخصية رئيس المخابرات العسكرية آنذاك المقدم إيسر باري "بيرنتسفيج".

كان إيسر باري –رئيس منظمة هشاي التابعة للهجناه وقائد المخابرات العسكرية الأول- وطنيا إسرائيليا شديد التحمس، زاهدا ومتفانيا، ورغم ذلك كان يكن في أعماق قلبه حقدا أسود، ويتبنى مسلكيات خطرة لا تمارسها سوى الأنظمة المشبوهة. وقد أطلق عليه اسم "إيسر الكبير"، بسبب جسده الضخم لتمييزه عن إيسر الصغير – إيسر هرئيل "هلفرين"، قصير القامة، والقزم، والذي كان هو أيضا من كبار رجال المخابرات الإسرائيليين، ومسؤولا عن الشعبة اليهودية.

لقد استهل إيسر الكبير أول مؤامراته بتسديد حسابات شخصية مع رئيس بلدية حيفا الأسطوري أبا حوشي. وقد قرر أن يثبت بأي ثمن أن أبا حوشي كان مخبرا للبريطانيين على عهد الانتداب البريطاني، وأنه سلم لضباط اتصاله تفاصيل حول عملية سرية للغاية كانت منظمة البلماح – كتائب الانقضاض- تخطط للقيام بها في خليج حيفا. وإضافة إلى كراهيته الشديدة لأبا حوشي، كان هناك عامل سياسي واضح يدفعه لفعل ذلك، فقد كان أبا حوشي من حزب (مباي) – حزب عمال أرض إسرائيل- في حين كان باري مقربا إلى حزب "أحدوت هعفوداه".

توجه باري إلى مسؤولي الدولة وقدم إليهم برقيات مرسلة إلى المخابرات البريطانية وتعتمد على معلومات من عميل رمز له بالأحرف الأولى من اسمه A.H - وقال إنه عثر عليها في ملفات البريد في حيفا في أعقاب استيلاء القوات الإسرائيلية عليه- وهي تحمل أنباء حول العمليات التي يخطط لها البلماح وعن موعد التنفيذ.

الصفحات