كتاب " الموساد العمليات الكبرى " ، تأليف ميخائيل بار زوهر و نسيم مشعل ، ترجمة بدر عقيلي ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب الموساد العمليات الكبرى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ورغم ذلك ارتكبت إسرائيل الكثير من الأخطاء، ففي سنة 1951 ألقي القبض على شبكة تجسس ودفاع ذاتي إسرائيلية في بغداد، وقامت السلطات العراقية بشنق اثنين من كبار مسؤوليها هما: شلوم صالح ويوسف بصري، في حين نجح أحد أعضائها الآخرين المدعو مردخاي بن بورات – الذي أصبح فيما بعد عضو كنيست- في الفرار، أما البقية وعلى رأسهم ضابط إسرائيلي يدعى يهودا تيجر فقد عذبوا وسجنوا لسنوات طويلة. وقد نجح هرئيل بعد سنوات في تخليص تيجر من السجن العراقي، فقد علم هرئيل أن متآمرين عراقيين يخططون لقتل الرئيس العراقي الجنرال عبد الكريم قاسم، فاتصل به هرئيل سرا وأبرم معه صفقة يقوم خلالها هرئيل بتسليمه معلومات حول المؤامرة مقابل الإفراج عن تيجر. وفي نهاية 1959 عاد تيجر إلى إسرائيل.
أما القضية الاستخبارية التي هزت إسرائيل كلها فقد وقعت خلال السنتين 1954-1955، والتي أطلق عليها اسم "قضية لافون". وبنحاس لافون كان وزيرا للدفاع ورئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية، وقد قام بالتعاون مع بنيامين جيبلي بالتخطيط لعملية غبية وخطرة في مصر.
كان الجيش البريطاني على وشك إخلاء قواعده من مصر، الأمر الذي سيمكن المصريين من الحصول على مطارات ومخازن أسلحة وبنية عسكرية متميزة. وقد أثار هذا الانسحاب البريطاني مخاوف لدى إسرائيل نظرا لأن الانسحاب سينهي التأثير البريطاني الرادع على المصريين، الأمر الذي قد يقودهم إلى مغامرة عسكرية ضد إسرائيل. وبناء على هذا الوضع قرر لافون وجيبلي القيام بسلسلة من الأعمال التخريبية في مصر لدفع البريطانيين للتفكير من جديد والعدول عن خطتهم الخاصة بالانسحاب من مصر.
لقد اعتقد الاثنان أنه إذا انفجرت عدة قنابل في مؤسسات ثقافية وفي قنصليتي بريطانيا والولايات المتحدة، فسوف يثبت ذلك للبريطانيين أنه لا يمكن الاعتماد على المصريين.
لقد فكر لافون وجيبلي تفكيرا طفوليا يقول: إن البريطانيين سيقتنعون بأن النظام المصري غير مستقر وغير مؤهل لمنع الأعمال التخريبية، ومن ثم يجب على بريطانيا عدم إخلاء مصر.
كان منطق لافون وجيبلي لا أساس له من الصحة، فقد كانت عملية إخلاء مصر جزءا من السياسة البريطانية التي جرى التخطيط لها زمنا طويلا، ولا يمكن لحملة تخريب ضعيفة وهامشية أن تغير القرار الخاص بذلك.
وكي يزيد الاثنان الطين بله، كلفا بهذه المهمة مجموعة من الشبان اليهود الصهاينة المتحمسين وفي نفس الوقت عديمي الخبرة في هذا المجال، هذا عداك عن عدم إعدادهم لتنفيذ المهمة، بل تم تدريبهم سرا للقيام بمهمة أخرى: الدفاع عن الجالية اليهودية في مصر في حالة تعرضها للخطر.
لم يكن بالإمكان نجاح العملية، ولم تكد تمضي بضعة أيام من صدور الأمر بالتنفيذ حتى حدثت الكارثة. لقد نفذ الشبان اليهود عدة عمليات باستخدام قنابل مرتجلة في القاهرة والإسكندرية، ثم تم القبض عليهم، وتعذيبهم وتقديمهم للمحاكمة، وقام المصريون بإعدام اثنين منهم: شموئيل عزار، والدكتور موشيه مرزوق، وحكم على البقية بالسجن لفترات طويلة. وقد قام ماكس بنط – وهو ضابط إسرائيلي بالانتحار في السجن.


