أنت هنا

قراءة كتاب الموساد العمليات الكبرى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الموساد العمليات الكبرى

الموساد العمليات الكبرى

كتاب " الموساد العمليات الكبرى " ، تأليف ميخائيل بار زوهر و نسيم مشعل ، ترجمة بدر عقيلي ،   والذي صدر عن

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 9

الموساد وحربه ضد المشروع النووي الإيراني عملاء مزدوجون.. وحدات اغتيال وتفجير

خرج البروفيسور مسعود علي محمدي من بيته في شارع شرياطي في حي جيطريه الواقع شمالي طهران في الساعة السابعة وخمس دقائق في الثاني عشر من كانون الثاني 2010، في طريقه إلى جامعة شريف للتكنولوجيا حيث كان يعمل محاضرا في الشعبة العلمية. عندما حاول فتح سيارته والدخول إليها سُمع صوت انفجار هائل هز الحي الهادئ والذي كان لا يزال يغط في نصف نوم.

وعندما وصلت قوات الأمن إلى المكان، اكتشفت أن سيارة البروفيسور محمدي تحطمت تماما من شدة الانفجار وقد تناثرت أجزاء من جثته حولها. وقد أصيب في الانفجار عدد من المارة، كما أصيبت المنازل المجاورة بأضرار.

كان تحقيق الشرطة قصيرا: لقد اغتيل البروفيسور محمدي باستخدام مواد ناسفة تم زرعها في دراجة نارية كانت تقف بالقرب من سيارته. وقد فجرت العبوة الناسفة باستخدام جهاز تفجير عن بعد في اللحظة التي همّ فيها بفتح باب السيارة. وأفادت وسائل الإعلام نقلا عن جهات حكومية قولها: "إن عملاء الموساد يقفون وراء العملية". أما الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد فبرر العملية بالقول: "إن الأسلوب المستخدم في اغتيال محمدي يذكرنا بأساليب التصفية الصهيونية".

يناهز البروفيسور محمدي الخمسين من العمر، وقد كان خبيرا في فيزياء الطاقة، وقد ألف كتبا وكتب العديد من المقالات حول الطاقة النووية وكان يقدم المشورة للبرنامج النووي الإيراني.

وقد أفادت وسائل إعلام المعسكر الإيراني المحافظ أنه كان في السابق عضوا في حرس الثورة. وفي أعقاب وفاته نشرت صحيفة واشنطن بوست نبأ أفادت فيه أن البروفيسور محمدي شارك في مشروع أبحاث دولي يشارك فيه فيزيائيون من الكثير من دول الشرق الأوسط ومن ضمنهم إيران، باكستان، إسرائيل، الأردن ودول أخرى.

إن حياة البروفيسور محمدي مثلها كمثل اغتياله لا زالت لغزا خفيا، ويقول بعض أصدقائه أنه كان يعمل في مجال الأبحاث النظرية فقط ولم تكن له أية علاقة بأية برامج عسكرية. وهناك من يقول أنه كان ينتمي إلى معسكر المعارضين للنظام الإيراني، وأنه شارك في مظاهرات جماهيرية ضده. وفي نفس الوقت هناك من يؤكد على الدور الخفي الذي قام به البروفيسور محمدي في المشروع النووي الإيراني.

وفيما يتعلق بانتمائه السياسي، فقد كان نصف المشاركين في جنازته من العاملين في حرس الثورة التابع للنظام، وقد حُمل نعشه على أكتاف ضباط من حرس الثورة. ولا شك أن هذا هو دليل قاطع على مشاركته في البرنامج السري للنظام الإيراني.

وتقول جهات أوروبية: "إن محمدي لم يكن أول عالم إيراني يتم اغتياله على أيدي الموساد الإسرائيلي".

وتفيد صحيفة الساندي تايمز اللندنية أن عملاء الموساد نجحوا في كانون الثاني 2007 في قتل العالم الإيراني البروفيسور أردشير حوسينفور الذي يناهز الرابعة والأربعين، وهو باحث ذائع الصيت وذو سمعة عالمية في مجال الألكترونيات. وقد اتضح أنه هو أيضا لم يغتل بسبب أبحاثه النظرية. لقد عمل في منشأة في أصفهان تعمل على تحويل اليورانيوم الخام إلى غاز، والذي يتم إدخاله بعد ذلك إلى أجهزة الطرد المركزي "سنتريفوجه" لتخصيب اليورانيوم في منشأة بعيدة ومحصنة في بلدة "نتناز".

وفي عام 2006 نال حوسينفور أرفع جائزة للعلوم والتكنولوجيا في إيران. وكان قبل سنتين قد حظي بأهم جائزة في بلاده في مجال العلوم العسكرية.

لقد توفى حوسينفور في منتصف كانون الثاني 2007، لكن الإيرانيين لم يعلنوا عن وفاته إلا بعد أسبوع من تسممه ولم يدلوا بأية تفاصيل حول كيفية تسممه، وما نوع السم الذي حقن به. لكن في مطلع شهر شباط نشرت شركة الاستشارات الأميركية للشؤون الاستخبارية والأمنية "ستراتفور"- التي تقيم مقرها في تكساس- نبأ مفاده أن الموساد يقف وراء تصفية حوسينفور بتسميمه بسم مشع. وقد سخرت جهات رسمية إيرانية من النبأ قائلة: "إن الموساد غير مؤهل للقيام بمثل هذه العملية داخل إيران، وأن البروفيسور حوسينفور توفى جراء استنشاقه الدخان إثر الحريق الذي نشب في بيته إبان نومه".

الصفحات