أنت هنا

قراءة كتاب لجين الشوق

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
لجين الشوق

لجين الشوق

إن نتاج عصام وزوز الذي سيطالعه القارئُ الكريمُ في هذا الكتاب. هو نتاج جيّد يشهد له بذلك كل من يقرأه بتمعنٍ. وهو نتاج يستحق ليس القراءة والتعليق بل والدراسة لأنّه نتاج لإنسان مجد ومجتهد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
أشواك وذكرى
 
يوم في العام يأتي كأنّه ذلك الوحيد الذي تقف عنده الذكريات، كثيرة فيه النباتات، بين ضارٍ بخضرةِ ذات سمِ فتّاك، وكأنّه الصياد يرمي بيده المخفيّة الشّباك، أو بلسمٍ مترقرقٍ بملمسه اللامع وبريقه الدافئ النّابت في وعاءٍ من المنفعة ذي السياج الوردي الحر، ليطرح ثمر خير ونجاح وسط معمعةِ من عراك.
 
أفكار مع أفكار تُرمى، دون اعتبار أو تقدير، ليغيب قرص لُبّها خلف جبالٍ من أنفةٍ وعزّة ذواتي ثوبٍ مرصّعٍ بأحجارٍ جاهليّة، مجبرة على الظهور بكمال المنطق والأهليّة، لأن تُسيّر الأمور، وتدعو إلى التقدم بالسير والعبور، فوق جثثٍ من تعبير، وشاخصاتٍ دالةٍ على صواب المسير.
 
أين ذلك المخيط الذي يقي النفس من حرارة الكره الدفين، فإن رقّ وشف، بانت شاماتٌ من البعد الأسود، ويكون الغرق في بحور من عرق الإيذاء الأكيد، بحمرة الدماء البريئة هي طريقٌ معبّد، كذلك الحال في السماكة والأمر الثخين، وما هي إلاّ عين الآثار التي تُرسم على لوحة الأيام حال الزمهرير.
 
كل الأدلة تُرشد إلى جرم ذلك القلب الأسير، فهو يضرب بسلاسله السليطة، وحلقات مرابطها الصارمة، كل من بيده مفاتيح القيود، ليكون هو من يتعدّ الحدود، ويخرج من تلك الدوائر المرسومة، والتي ماهي إلاّ عادات مزعومة، بأنّها تحافظ على البناء قائماً من غير الشوائب، وأنّها بغير ذلك لن تكون مدعومة.
 
كلاّ..... إنّما هو مركب من إصرار صلب، يأبى إلاّ الإسراع فوق بحور الحريّة الحقيقيّة، يرمي بمراسي الصواب فيها أينما كان،لا يردها عن الوصول إلى القاع إلاّ صخورٌ متعديّة إيّاها صلابةً، ثم تجعلها فتاتاً يعيش عليه عصفور صغير، أو فقاعاتٍ صمّاء تطفو على سطحها وما تلبث إلاّ أن تنفجر صارخة، بدويِّ لعبةٍ ناريّة، بين يدي أبلهٍ حقير.
 
لابد من الصواب أن يلقي بردائه على الكلمات البيضاء؛ فترافق رحلة الذكريات وروداً، ذات عطور، وتبقى شموعاً تنير مع مر العصور، دروباً، للفكر السليم من بينها أساس، ينمو ويترعرع في أذهان النّاس، ليكون كلٌ به مسحورا.....
 
عمّان..... 24/03/2010

الصفحات