كتاب " بوبال " ، تأليف د. محمد موسى بابا عمي ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب بوبال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بوبال
أيعود ذلك إلى براعة التسويق للمنتج الليبرالي، أم إلى إتقان الكتاب المنتجين له، أم إلى كون الليبرالية صارت تعامل كما لو أنها كانت من بدهيات الحياة التي لا تناقش، في حين يعامل كلُّ توجه فكري آخر على أساس أنه إيديولوجيا، وأن الزج به في رواية أو عمل أدبي خطيئة لا تغتفر؟!
وهكذا يحق للكتاب والكاتبات "التنظير" و"الخطابة" بخصوص حرية المرأة وحقوقها -على سبيل المثال- دون أن يشعر أحد أنهم قد سقطوا في المباشرة والتنظير، أو أنهم قد أساؤوا إلى قواعد الأدب..
أمَّا إذا عبَّر كاتب أو كاتبة عن توجه مختلف، عن ارتداء فتاة للحجاب، عن التزامها بالعفة مثلاً، فسيتهم فوراً بالسقوط في الوعظ والمباشرة، وسيصنف ما يكتبه خارج دائرة الاهتمام النقدي، وقد يقابل بالتجاهل التام..
وأنا هنا لا أنكر أن بعض الكتاب الإسلاميين (على قلتهم أصلاً) قد بالغوا جداً في تقديم "شخصيات" معقمة بلا صراع مع شهواتها أو حتى محاولة ترويض لها، لكن بالمقابل فإنَّ الكتاب الليبراليين قد بالغوا أيضاً في تقديم شخصيات "معقمة" بالمعنى السلبي للكلمة، أي إنها منحازة تماماً إلى شهواتها دون أي صراع.. دون أن يتهموا بأنهم يقدمون مواعظ ليبرالية ويقدمون تحريضاً لقرائهم.. ودون أن يسأل أحد لم يعتبر هذا من الأدب الواقعي الذي يستحق التصفيق، إذ يسرد لنا الكتاب قصص انحراف أبطالهم وسقوطهم بالتفاصيل الدقيقة للأمر، دون أن يفعل الشيء ذاته بالمقابل مع كتاب آخرين يحاولون سرد قصص التوبة والهداية.. علماً أنَّ مجتمعاتنا تزخر بالنوعين من القصص، فكما أن هناك ضياعاً وانحرافاً، هناك أيضاً توبة وهداية وعودة إلى الدين والقيم الأخلاقية..