أنت هنا

قراءة كتاب بوبال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بوبال

بوبال

كتاب " بوبال " ، تأليف د. محمد موسى بابا عمي ، والذي صدر عن دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

ويستعير - بصوت عالٍ - من الأعرابيِّ الذي قال للرسولِ عليه السلام: «لا أزيد...» مقولتَه؛ لكنَّه يستعيرها مبتسرة مخرومة...... ثم يُردف والدي قائلاً: أتمنى اليوم الذي أصير فيه ثرياً مثل مشاهير (هوليود)، ويومَها أظنُّ أنني لن أتخلَّف عن الصلاة أبداً...

وكان عادةً ما يكرّر هذه العبارة بألفاظها على أصدقائه، فيضحك البعض منهم، ويصمتُ آخرون ممن هم أكثرُ التزاماً؛ إلاَّ أنهم لا يملكون العقل ولا الحجة التي بها يُحاجون والدي... ومن الغريب أنَّ من بين هؤلاء مؤذِّن مسجد حيِّنا، الشيخ الوقور ذا اللحية الكثَّة البيضاء...

أمَّا والدتي (شايستا) فهي عالَم في إنسان، وفلتة من فلتات الزمان والمكان: صبورةٌ، حليمةٌ، محسنةٌ... مجتهدةٌ في فعل الخيرات، ومبدعةٌ في إسداء المبرَّات... مع أنها أمِّية، لا تعرف الكثير عن الدين إلاَّ ما ورثته أباً عن جدٍّ...

من ميزاتها، التي لا ينساها أحدٌ من سكان (بوبال)، نفعُها لأهالي الحيِّ، بما آتاها الله من معرفة تقليدية، وطاقةٍ لا تنفَد؛ فهي قد أخذت بعض مبادئ التطبيب الموروثة عن الجدَّات، وأتقنت صناعة بعض العقاقير من أعشاب غاباتنا الكثيفة المدهامَّات...

وأمِّي - غالباً - تقوم بدور القابلة لكلِّ امرأة يجيئها المخاض، حتى وإن كانت هذه المرأة زوجةً لأحد خُصوم والدي الكثيرين... ذلك أنَّ الفقرَ مدعاةٌ للنقر، تماماً مثل نقر الدجاج بعضها بعضاً عند فقدها الطعام الذي يُشبعها... فكان هذا الكرم من والدتي، مع هذه الحال من والدي، سبباً كافياً لنشوب خصومات بينهما، ولا يزال والدي يتفنَّن في الشتم والسبِّ والتعيير، كلَّما فقد وعيه واشتدَّ حنقه، ولا تزال والدتي تتلقى ذلك بصمت أشبه ما يكون بصمت البومة...

مدينتي اسمها (بوبال)، تقع في إقليم (ماديا براديش) من أقاليم الهند الوسطى، وهي مملكة حديثة نسبياً؛ مؤسِّسها الحقيقيُّ هو (محمد دُست)، وهو جندي أفغانيٌّ هرب من فتنة (دلهي)، بعد وفاة (أورنغزاب)؛ ويعود ذلك إلى 1723م.

ومن خصائص مدينتنا أنها كانت تحت حكم (النبَّاب) بداية، ثم انتقلت إلى حكم (البقَّام)، ثم عادت إلى (النبَّاب) سنة 1947م؛ أي بعد استقلال باكستان عن الهند.

الصفحات