أنت هنا

قراءة كتاب العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية

العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية

كتاب " العالم الإسلامي في مواجهة التحديات الغربية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 9

موقفنا من التقرير:

ذكر مترجمو التقرير بعض الخطوات العملية تجاه التقرير وأهمها ما يأتي[16]:

- تحرير وضبط مصطلح الاعتدال: ينبغي التحذير من اختطاف المصطلح من أنصار التحرر والعلمانية والليبرالية في العالم العربي والغربي على حد سواء والالتزام بوسطية الأمة المسلمة في الميزان الصحيح، وليس بحسب منهج التشريعات العلمانية الموجهة سياسياً لقمع الآخر، وإفساد العقول ومحاربة الأديان.

- التعريف الإعلامي بالتقرير والتحذير مما تضمنه من أفكار خطيرة.

- التصدي للمواجهة الفكرية الغربية فكرياً وعسكرياً.

- توضيح طبيعة المواجهة، ليكون رد الفعل من قبل الأمة متناسباً مع الخطر.

- الحث على حماية أطراف الأمة الإسلامية، لأن نصرة جميع الدول الإسلامية ومساندتها وتقويتها هو حماية للمركز الإسلامي الذي حدده تقرير مؤسسة (راند) وهو أنه العالم العربي تحديداً.

- الدفاع عن التوجهات والتيارات الراشدة في العمل الإسلامي، منعاً من استخدام سياسة (فرِّق تسد) بين فئات وتيارات العمل الإسلامي.

- كون المواجهة الفكرية المتوقعة لا تقتصر على التيار الإسلامي، وإنما تشمل الدول التي تتعاطف بأي درجة مع الإسلام، والدول التي تتحرج من معاداة الإسلام فعلياً.

- توازن الرسالة الإعلامية، بأن يكون الإعلام المتّزن والجاد هو أحد أسلحة المواجهة الفكرية المضادة للدفاع عن حقوق الأمة المسلمة، وأن يبتعد ما أمكن عن مجرد الخطاب العاطفي غير العملي، لتحقيق المطلوب، وللدفاع عن دين الله تعالى ومصالح الأمة وحقوقها.

- عدم الاكتفاء بالمقالات الصحفية، وإنما بإعداد دراسات نقدية للفكر الغربي المعاصر، والرد على التقارير المجحفة، وصياغة تصورات عملية لمساعدة الأمة على إدارة المواجهة الفكرية بكفاءة.

- إيجاد ورش عمل لوضع التصورات المقابلة، وإجراء حوار بنّاء بين كل من لا ينتمون إلى معسكر معاداة الإسلام، لوضع سياسة عامة للنهوض الحضاري والفكري.

- الحاجة إلى رصد الإمكانات الملائمة التي تتناسب مع طبيعة المواجهة، والمراد: الحاجة إلى استراتيجية كاملة، تتكاتف الأمة على وضعها، تشمل كل أوجه الأفكار الإبداعية والخطط التنموية والاقتصادية والاجتماعية والصناعية والزراعية والتجارية، وتهيئة كل وسائل القوة المادية لتحقيق قفزة حضارية من أجل إثبات التقدم والنهضة في كل مجالات الحياة.

- التأكيد على أن التيار الإسلامي جزء من الأمة وحياتها ووجودها وبقائها، وهو ضروري لحماية دينها ومعتقداتها ونصرة أهل الإسلام في الجملة.

- توجيه رسالة إلى عموم المسلمين توصي أن الولاء الحق للأمة في المرحلة القادمة، يقضي الدفاع عن الإسلام في مواجهة الحملات المغرضة.

- رسالة إلى التيار الإسلامي تبين أن الولاء الصادق للإسلام في المستقبل والحاضر يقتضي مواجهة خصوم الأمة في الغرب فكرياً وحضارياً وثقافياً وغير ذلك للدفاع عن ديننا، ونصرة أمتنا، وحماية مصالحها وحقوقها الإسلامية والدولية أيضاً، ويتطلب ذلك الاعتزاز بأصول الإسلام والاقتناع بمشتملات الشريعة، وأهميتها في الحياة الآمنة والمتقدمة.

- وأخيراً استحضار القيم الإسلامية والقناعة بها وفي قمتها العدل والإنصاف والمساواة والحرية والشورى والعمل المبدع والتحضر اللائق لبيان قيمة رسالة الإسلام العقدية والحضارية للبشرية كلها، وعلى المسلمين أن يكونوا على مستوى المواجهة الدائمة والمخطط لها.

والخلاصة: إن تقرير مؤسسة (راند) الأمريكية في غاية الخطورة وهو ينبع من منطلقات الاغترار بالقوة المادية، وممارسة الاستكبار العالمي والظلم، والتسلط، وكراهية المسلمين، وعداوة الإسلام، والمقصود الأساسي هو إقصاء الإسلام والشريعة الإسلامية عن الحياة، وإحلال القوانين الوضيعة الغربية محل الإسلام، كما حدث بعد رحيل الاستعمار، ويحدث الآن في الدول الناشئة كالصومال وغيرها، لتظل الساحة كلها ملأى بتوجهات الغرب، وتمكين سيطرة الغربيين ومنطق الغرب على العالم كله، بمفاهيمه ومبادئه وتقاليده، وتركيع الآخرين أمام موجة العولمة والأفكار الجامحة.

ولكن {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا} [الكهف: 18/5] وتصوراتهم وسياساتهم هي محض الظلم والعنصرية، ولا يفلح الظالمون، وغرور وعاقبة الغرور الدمار، وليعلم الغربيون والصهاينة وغيرهم أن الله تعالى تكفل بحفظ القرآن والإسلام وأصوله، وسيظل حصن الإسلام بحول الله وقوته قائماً لن يتزعزع مهما حاول الأعداء توهينه، لأن عقيدة الإسلام ومبادئه تلازم دماء المسلمين ووجودهم.

وفي تقديري أن هذا التقرير وبيان العراقيل الإسلامية التي تقف في مواجهة أمريكة وحلفائها يصور حالة التوتر بين العالم الإسلامي والغرب، أو ما يسمى بالحرب الباردة، في عهد الرئيس الأمريكي بوش (الابن) وما بعدها بأسلوب مختلف.

لكن اللهجة الأمريكية خفت حدتها في عهد الرئيس أوباما حسين الذي صرح في أثناء زيارته إلى تركية في 6/4/2009م بقوله: إن الولايات المتحدة الأمريكية تتطلع إلى شراكة مع العالم الإسلامي، وليست في حرب مع الإسلام، وتعمل على إزالة الجفوة مع العالم الإسلامي، كما صرح بعدها في زيارته إلى العراق في 7/4/2009م بأن أمريكة لا تطمع في ثروات العراق، وسوف يتم سحب القوات الأمريكية من العراق وعددها (600.000) جندي في آخر آب (أغسطس) 2010م وذلك بعد انسحاب تدريجي قبل ذلك.

ولعل (أوباما) يتمكن من تنفيذ وعوده وخططه المتعقلة والحكيمة، ولا يتورط في بقاء قواته في أفغانستان لمحاربة الإرهاب، ويلجأ إلى الحوار البنّاء وتحقيق السلام ونشر الأمن القائمين على العدل والحرية والإخاء الإنساني وإنصاف المظلومين في فلسطين وأفغانستان والعراق والسودان والصومال بعد اعتراف (البنتاغون) وزارة الدفاع الأمريكية بالهزيمة والتعرض لصعوبات قاسية جداً في هذه البلاد، ولكن المؤشرات تدل على أن أوباما يمثل سياسة ثابتة أمريكية، وها هو في 8/5/2009م يجدد العقوبات على سورية المفروضة عليها منذ عام 2004م، وقد تضمن خطاب أوباما في القاهرة 4/6/2009م عزمه على طي الخلافات مع العالم الإسلامي وإجراء مصالحة معه، وأن الإسلام وأمريكة يدعوان إلى الحوار والتسامح والسلام، وأنه لا بد من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته، وأن على (إسرائيل) إيقاف بناء المستوطنات، لكن سمحت واشنطن في 8/8/2009م ببناء 2500 مستوطنة جديدة، فأين تصريح أوباما بمنع ذلك؟!

وإنجاح مهمة (أوباما) في التغيير يتطلب تضامناً عربياً وإسلامياً فعَّالاً، للرد على نظام الكيان الصهيوني بمختلف وزاراته السابقة واللاحقة، فكلها متطرفة وإرهابية وظالمة، وأعمالها تعد دائماً جرائم حرب، وممارسة سياسة الإبادة سواء في أرض فلسطين قديماً وقطاع غزة في سنة 2008 و2009م، وفي لبنان عام 1958م وعام 2006م.

فإن لم تنجح المساعي المخلصة الودية والضاغطة لأمريكة وأوربة على (إسرائيل) فسيبقى خالداً وجود المارد الإسلامي والعملاق العربي الأبي، المتجسد في الشارع الإسلامي والمقاومة الإسلامية، فإن الإسلام هو الذي سيظل مصدر القوة والصمود والمجابهة، وهو صانع الأمة، والكفيل بسحق كل المخططات الصهيونية والغربية.

الصفحات