إذا قمت بانتقاء هذا الكتاب، فإنك ربما تكون من بين الملايين من الأميركيين المهتمين بالتطورات العالمية وبمكانة أميركا في العالم.
أنت هنا
قراءة كتاب نهوض المجتمع المدني العالمي - بناء المجتمعات والدول من أسفل الى أعلى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
نهوض المجتمع المدني العالمي - بناء المجتمعات والدول من أسفل الى أعلى
الصفحة رقم: 1
نهوض المجتمع المدني العالمي
إن الأخبار العالمية هي عادة أخبار سيئة. فعلى السطح، تكون القصة عن حرب وفقر وفتنة طائفية. ويبدو أن التحركات الديمقراطية المقدمة من قبل الحكومة الأميركية قد توقفت أو حتى انعكست.
لكن، تحت السطح مباشرة، تختمر توجهات مفعمة بمزيد من الأمل، فهناك وعي عالمي جديد من جانب الأشخاص في «قاعدة الهرم» يستثير استجابة غير مسبوقة للحاجة والمعاناة البشرية. وهو ينطوي على انتقال من القوة العمودية إلى القوة الأفقية والذي بدأت وكالات المعونة الرسمية فهمه للتو. وفي حين كانت المعونات الحكومية قبل خمسة وعشرين عاماً مضى تشكل 70 بالمائة من كافة التدفقات الأميركية، فإن 85 بالمائة من جميع التدفقات من الموارد تأتي اليوم من أشخاص وشركات وتجمعات دينية وجامعات ومجتمعات مهاجرين خاصة. وإن اعتمدت سياسة المعونة في القرن العشرين على البيروقراطية من أعلى إلى أسفل المهيمن عليها من قبل المختصين في السياسة، فإن القرن الواحد والعشرين آخذ في التشكل كعهد يتعاضد فيه المواطنون ورياديو المشاريع الاجتماعية والمتطوعون لحل المشاكل.
ويشكل الجيش الأميركي والقوة الاقتصادية مكونان رئيسيان من الوجود الأميركي في العالم؛ ولكن في بيئة يتفشى فيها العداء لأميركا، فإن الرحمة هي أكثر صادرات أميركا أهمية. إن المجتمع المدني، والذي سبق وأن كان السمة المميزة للديمقراطية الأميركية، يتقدم الآن نحو العالم حاملاً معه أشكالاً جديدة من العمل الخيري والمواطنة والمتطوعين. إن عشرات الآلاف من الجمعيات التطوعية تعمل بصعوبة على فتح مجتمعات منغلقة من الداخل، وحل المشاكل بطرق جديدة وتمهيد الأرض لنمو قواعد ديمقراطية طويلة الأجل.
يقدم نهوض المجتمع المدني العالمي نظرة عامة شاملة للقوى التي تشكل حالياً النقاش العالمي، بما في ذلك مشاريع التطوير التي يقودها المواطنون، واستراتيجيات الحد من الفقر التي توفر فرصاً بدلاً من الأعمال الخيرية، والحركات المرتبطة إلكترونياً لمكافحة الفساد والحكم الاستبدادي.