كتاب " القدس في الشعر العربي " ، تأليف إيمان مصاروة ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع .
وما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب القدس في الشعر العربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
القدس في الشعر العربي
وعلى إثر الهزيمة العربية سنة 1967 غنّت فيروز قصيدة "زهرة المدائن" من كلمات الأخوين عاصي ومنصور رحباني (21)، فترددت الأغنية على الأسماع، وكان لها عميق الأصداء ومن كلماتها:
عيوننا إليك ترحل كل يوم
تدور في أروقة المعابد
تعانق الكنائس القديمة
وتمسح الحزن عن المساجد
يا ليلة الإسراء
يا درب من مرّوا إلى السماء
عيوننا إليك ترحل كل يوم
وإنني أصلي
وربما هذه القصيدة كانت المشرع المؤثر الأول لـ"قصيدة القدس"، من حيث الشيوع أولاً، وتلتها قصيدة نزار قباني (1923-1998) القدس، ويبدأها:
بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملني الركوع
سألت عن محمد فيك وعن يسوع
يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
وفي نهاية المقطوعة الرابعة يتساءل الشاعر:
من يوقف العدوان
عليك يا لؤلؤة الأديان؟ (22)
وهذه القصيدة على غرار القصيدة المغناة من حيث لغة العشق والتفاؤل والبحث عن الخلاص، ومن حيث اللجوء إلى الرموز الدينية لاستشفاف المأساة، والسطران الأخيران فيهما أبعاد دينية.
أضف إلى ذلك ما قاله إيليا أبو ماضي، والجواهري، ومظفر النواب.
ومن الملاحظ أن القصائد العربية التي تعرضت لذكر القدس في هذه الحقبة قليلة وإنها لم ترق إلى مستوى أهمية المدينة و قدسيتها.
وأما على صعيد الشعر الفلسطيني الحديث فالأمر مختلف، إذا قلما نجد شاعراً لم يولِ اهتماماً للقدس. فالقدس بالنسبة للشعراء الفلسطينيين رمز عزة وكرامة، وهي كذلك مركز الصراع العربي "الإسرائيلي"، والذي يعد امتداداً للصراع التاريخي الذي شهدته المدينة على مر العصور، لذا فإنهم أولوها اهتماماً كبيراً تجلى نفثات حرّى في أنغامهم وقوافيهم، وتجسد ألماً وحزناً في أبعاد متعددة عرفتها قصائدهم.
ومن هنا فإني سوف أتناول هذه الأبعاد وأكشف عن تفاصيلها من خلال الشعر الفلسطيني. أما هذه الأبعاد فهي: