أنت هنا

قراءة كتاب عشق السكون كل إمراة هاجر

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عشق السكون كل إمراة هاجر

عشق السكون كل إمراة هاجر

كتاب " عشق السكون كل إمراة هاجر " ، للمؤلفة نورية تشالاغان ، ترجمة 

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5

المخبر

عندما نشرت "الكاف" و"النون" خبر تحوّل اللا وجود إلى وجود قفزت الأشياء جميعها بفرح لدى سماعها الخبر. الخبر الأول عن الوجود جعل الحياة على الدوام تضطرب لسماع أي خبر جديد. أليس المصير في هذه الحياة هو تسارع الأخبار؟.

بينما كان انكسار الضوء يبشّر الليل بانصرام النهار كان الاحمرار الذي يلوّن الأفق يهمس أخبار النهار في أذني سواد الليل. وبينما كانت الأزهار المتفتّحة تبشّر الربيع بأخبار الثمار التي ستحملها الأشجار كانت الأوراق المصفرّة تضع خبر النهاية كما الجمرة في قلب الربيع.

كانت الأخبار دائما في حالة اضطراب للوصول إلى أحد ما, فهي لا تحب العيش في الخفاء, لا تريد الاختباء أبداً.

كان الخبر سريعاً, يذهب بسرعة الريح ويصل بسرعةٍ أيضاً. لا يبقى في مكان ولا يبقى في الآذان, لا يمكن حشره في قفص.. يخفق بجناحيه ويطير من مكان إلى مكان.

الخبر متدفّق كما المياه, ينفعل كلما تلفّظت به, وأما قطع طريقه فهو صعب جداً. كانت كل طلاسم الأخبار تحيط بهذا الخبر. بقي لأيام يتدفق من حي إلى حي, لم يبق بيت لم يمرّ عليه, فترك كلامه في الآذان وقلقه في الأفئدة في كل مكان وصل إليه. انكشف السر للجميع. طغى فرح انتظار طويل على قلوب كل من سمع الخبر.

ألا يقولون رِجْلا الخبر سريعة ويصل إلى كل الأبواب؟! وجد الحزن مكاناً له في حلقها قبل قلبها. فجأة تزلزلت عواطف الأنوثة. هي التي قدّمتني لزوجها بنفسها, ألم تدب الغيرة في قلبها؟ لا شك بأن عدم الغيرة أمر مستحيل, فالكل يعلم أن الغيرة نقطة ضعف الأنوثة. ربما تكون كذلك فعلاً. ولكن كانوا يقولون: "تغار المرأة بقدر ما تحب زوجها" هذا ما علّمونا إياه حتى الآن.

كانت سارة حبيبة القلب, لا شك أنها شعرت بهذه الأحاسيس وأنا أقاسمها إبراهيم, وعاشت ألماً كبيراً بسبب الحزن الذي خلقته حالة التقاسم وهي تفرّط بحصَّة من محبتها. ولكن هذا الخبر الآن مختلف تماماً.

وهذا يعني..

رتّبت مئات الأسئلة الغامضة في دماغها, ازداد القهر داخلها, طغى حزن الفقدان على قلبها.

إذن لقد تحقق الشيء الذي طالما رغبت به ولم تنله, أليس كذلك؟

تدفّقت الآن كلمات كثيرة, لم تكن ترغب بالبوح بها, إلى عالم الكلام. لم أكن أعلم بأنها تحشر في دماغها كلّ هذه الصفات السيئة بحقي, حرّكت دماغها فجأة لتصفّ الكلمات وبعد ذلك لتطلقها كلمة كلمة في وجهي:

- أيتها الجارية. أيتها المرأة التي لا تفهم الكلام.

هكذا إذن.

تلوّت أفكارها باضطرابات إحباط لا يرحم.

ستصبح أماً.

لم ترد التفكير.

هذه هي النتيجة التي كانت ترغب بها.

الصفحات