أنت هنا

قراءة كتاب دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة

دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة

كتاب " دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة " ، تأليف الدكتور منصور محمد سرحان ، والذي صدر عن دار المؤسسة للدراسات والنشر .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

المقدمة

مرت المرأة البحرينية في حياتها الاجتماعية والسياسية عبر قرن من الزمان بحالات متباينة وظروف صعبة· فقد انحصر دورها في العقود الأولى من القرن العشرين، أي قبل التحولات الاقتصادية والتعليمية والسياسية التي شهدتها مملكة البحرين على تدبير شئون المنزل، وتربية الأطفال، فبقيت حبيسة المنزل لا تغادره نظراً لانشغالها بتدبير أموره، كما أن العادات والتقاليد وثقافة المجتمع آنذاك تحتم على المرأة البقاء في منزلها وعدم الخروج منه إلا في حالة الضـــرورة·

وعلى الرغم من تلك الظروف الصعبة التي عاشتها المرأة البحرينية في أوائل القرن المنصرم، إلا أنها زاولت بعض الحرف اليدوية التقليدية من داخل المنزل مستفيدة من وقتها الطويل· وعملت بعض النسوة على مساعدة أزواجهن في المزارع لجني الثمار وجمع الحطب ونقله واستخدامه كوقود للطهي· كما أدى عدم توافر المياه في المنازل إلى خروج المرأة إلى العيون الطبيعية والجداول والغدران لغسل الملابس والأواني، وجلب الماء إلى المنزل، وكان ذلك المتنفس الشرعي الوحيد لخروج المرأة من دارها·

صمدت المرأة البحرينية أمام تحديات كثيرة إبان العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين، وكان أكثرها قساوة على المرأة فترة الغوص التي تستمر من ثلاثة إلى أربعة أشهر من كل عام، حيث يغيب معظم الرجال عن المنازل في تلك الفترة بحثاً عن اللؤلؤ، وتبقى المرأة البحرينية تدير لوحدها شئون المنزل، وتتكفل بتربية الأطفال والمحافظة عليهم طيلة فترة غياب ولي الأمر، وهي مهمة شاقة وبالغة الأهمية·

بقيت المرأة مغيبة عن أنشطة المجتمع وكان البيت يمثل لها عالم الحياة المتكامل، إلى أن بزغ فجر التعليم بتأسيس أول مدرسة في البلاد عام 1899م وهي المدرسة الإرسالية· ومن المدهش حقاً أن تكون هذه المدرسة مخصصة للبنات فقط في عامها الأول·

وعندما بدأ التعليم النظامي الحكومي بافتتاح أول مدرسة للبنات في عام 1928م أقبلــت المــرأة البحرينيــة علــى الالتحاق بالمدارس الحكومية بشكل غيــر متوقــع، بخاصــة وأن المجتمــع حينـــذاك مجتمع أمي، إلا أن المرأة البحرينية أصرت على أن تحصل على نصيبها من التعليم، ما أدى إلى تغيير نمطيــة حياتها وتفكيرها، وأخذت تحقق مكاسب كثيرة أهمها مزاولة بعض المهن المتوفرة آنذاك وفي مقدمتها مهنتا التدريس والتمريض· وقد تطور وضع المرأة في عقد الخمسينيات الذي شهد بداية تأسيس الأندية والجمعيات النسائيــة·

وخلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين نالت المرأة البحرينية المزيد من المكتسبات بفضل انتشار المدارس والمعاهد والجامعات، والجمعيات والهيئات النسائية، وأصبحت المرأة البحرينية تعمل في جميع المجالات التي يعمل فيها الرجل، فقد عملت في وزارات الدولة ومؤسساتها، وفي البنوك والمؤسسات المالية المختلفة، كما عملت في المصانع والفنادق والشرطة·

وأصبحت المرأة البحرينية بفضل طموحها ودراستها العالية وزيرة، وعضواً بمجلسي الشورى والنواب، وطبيبة، ومهندسة، وأستاذة جامعية، ومحامية، وصحفية، وسيدة أعمال، ما يعني أن المرأة البحرينية خرجت من منزلها الى عالم الحياة ومارست جميع حقوقها كاملة أسوة بالرجل·

الصفحات