أنت هنا

قراءة كتاب دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة

دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة

كتاب " دور المرأة البحرينية في رفد الثقافة " ، تأليف الدكتور منصور محمد سرحان ، والذي صدر عن دار المؤسسة للدراسات والنشر .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 4

الفصل الأول
دور المرأة في بروز المؤسسات الخاصة بها
- نادي البحرين للسيدات
- الجمعيات النسائية
- المجلس الأعلى للمرأة
نادي البحرين للسيدات
يعد عقد الخمسينيات من القرن العشرين بداية تحرك المرأة البحرينية نحو تأسيس الأندية والجمعيات الخاصة بها· فقد كانت البداية التحرك نحو عمل تطوعي لمساعدة الفقراء وتوعية العامة، وتشجيعهم على مواصلة الدراسة والتحرر من قيود الأمية·
ففي بداية الخمسينيات من القرن الماضي تدارست مجموعة من السيدات اللواتي حظين بثقافة جيدة وحس وطني إمكانية تأسيس ناد يتم من خلاله تقديم يد العون والمساعدة للمحتاجين من أبناء المجتمع البحريني، وليقوم أيضا بالتوعية بين الفتيات والنساء، ومساعدتهن على تطوير أنفسهن وتشجيعهن على مواصلة الدراسة وطرق أبواب العمل، إضافة إلى ما يوفره النادي من الأنشطة الثقافية والرياضية التي تمارسها العضوات في النادي للاستفادة من أوقات فراغهن وإشباع ميولهن ورغباتهن·
كان لوجود الشيخة نيلة بنت خالد آل خليفة الدور الرائد في فكرة تأسيس ناد لفتيات البحرين· فقد كانت على دراية بنادي سيدات القاهرة والدور الذي يقدمه للسيدات، خاصة وأنها كانت عضوا في هذا النادي بسبب وجودها في القاهرة·
ومن أجل تحويل الأفكار والآمال إلى عمل منجز على أرض الواقع عقد اجتماع ضم الشيخة نيله بنت خالد آل خليفة، والشيخة نورة بنت عبدالله بن عيسى آل خليفة، والشيخة موزة بيت محمد بن عيسى آل خليفة، والشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، والسيدة بلجريف حرم مستشار حكومة البحرين، والسيدة عائشة يتيم، والسيدة وفيقة ناير، والسيدة سلوى العمران، والسيدة حياة عبدالرحمن القصيبي، والسيدة عائشة حرم يوسف المؤيد، والسيدة شيخة يوسف فخرو، والسيدة برتو خنجي، والسيدة محفوظة الزياني، والسيدة نعيمة عبدالرحمن القصيبي، والسيدة عصمت آل شريف، والسيدة فاطمة آل شريف، والسيدة سكينة القحطاني، والسيدة فاطمة الفايز، إضافة إلى ثلاث سيدات انجليزيات·
تقدمت المجموعة بطلب رخصة لتأسيس النادي، فوافقت الحكومة على ذلك، إلا أن صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين آنذاك اعترض على وجود أربع سيدات من العائلة الحاكمة، وطلب انسحابهن من النادي·
تشكلت إدارة النادي من بقية السيدات وفق التالي:
- السيدة بلجريف حرم مستشار حكومة البحرين رئيسة
- السيدة عائشة يتيم أمينة سر
- السيدة وفيقة ناير عضو
- السيدة سلوى العمران عضو
- السيدة حياة عبدالرحمن القصيبي عضو
- السيدة عائشة حرم يوسف المؤيد عضو
- السيدة شيخة يوسف فخرو عضو
- السيدة برتو خنجي عضو
- السيدة محفوظة الزياني عضو
- نعيمة عبدالرحمن القصيبي عضو
- السيدة عصمت آل شريف عضو
- السيدة سكينة القحطاني عضو
- السيدة فاطمة الفايز عضو
إضافة إلى السيدات الإنجليزيات الثلاث، وبقيت السيدات من العائلة الحاكمة يمارسن دعم النادي وتشجيعه من خلف الستار· ويعد الخامس من شهر يناير 1953م تاريخ تأسيس نادي البحرين للسيدات·

استمر النادي حوالي ثلاثة شهور، وكانت الاجتماعات تتم في مدرسة الزهراء بالمنامة· وقد نظم النادي سوقا خيريا ونجح نجاحا باهرا باعتباره أول فعالية يقوم بها، وخصص ريعه لمساعدة المحتاجين·

لم تلق فكرة ناد للسيدات القبول من رجال الدين في تلك الفترة، بحكم التقاليد السائدة التي كان يفرضها المجتمع على المرأة حينذاك، مما أدى إلى وجود معارضة شديدة من رجال الدين فتم إغلاقه، وأسدل الستار على أول ناد للمرأة في البحرين ودول الخليج العربي المعروفة الآن بدول مجلس التعاون الخليجي، بعد مضي ثلاثة شهور فقط من تأسيسه·

على الرغم من إغلاق النادي إلا أن المجموعة التي أسسته استمرت في تقديم خدماتها التطوعية للمجتمع دون ملل أو كلل، وبروح مفعمة بالأمل المشرق من أن تأسيس ناد أو جمعية في المستقبل سيتم عندما تتهيأ الظروف، وأن المسألة هي مسألة وقت ليس إلا، وأن الاستمرار في العمل التطوعي أهم وسيلة لتحقيق ذلك·

بدأ العمل التطوعي يبرز بصورة أكثر تنظيما منذ أوائل خمسينيات القرن المنصرم· ففي خريف عام 1951م وجهت السيدة بلجريف زوجة مستشار حكومة البحرين آنذاك، والسيدة وفيقة ناير دعوة لنخبة من سيدات المجتمع البحريني للمشاركة في اجتماع يعقد في مدرسة الزهراء·

تدارست المجتمعات تنظيم العمل التطوعي والدعوة للأعمال الخيرية، ومساعدة الفقراء والمحتاجين والمتضررين من أحداث الحرائق، التي كثيرا ما كانت تحصل لبيوت بعض الفقراء المبنية من سعف النخيل·

وحدث أن شب حريق في الحورة في عام 1951م والتهمت النيران الكثير من المنازل المبنية من سعف النخيل في الغالب، فبادرت المجموعة لنجدة المتضررين والمحتاجين· وتكررت مساعداتها للفقراء عن طريق مدهم بالأغطية والمواد

الغذائية· كما كثفت جهودها من أجل توعيتهم وحثهم على المحافظة على السلامة بإبعاد المواد المشتعلة كالمواقد ومصابيح الزيت عن جدران المنزل المبنية من السعف·

ومما زاد ظاهرة اشتعال الحرائق بالمنازل المبنية من سعف النخيل (العريش، البرستي) قربها من بعض· فبمجرد اشتعال حريق في أحد المنازل تلتهم النيران المنازل الأخرى مما يسبب كارثة اجتماعية، حاولت تلك النخبة من السيدات المتطوعات التقليل من أضرارها بتوعية الأهالي لتجنب مثل تلك الحوادث·

الصفحات