أنت هنا

قراءة كتاب عمر بن الخطاب شهيدآ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عمر بن الخطاب شهيدآ

عمر بن الخطاب شهيدآ

كتاب " عمر بن الخطاب شهيدآ " ،تأليف عبد الله خليفة ، والذي صدر عن دار المؤسسة للدراسات والنشر .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2

راح يخطبُ بإيجاز مادحًا أبي بكر، وإذا ابنته عائشة ترسلُ آخر ما لديه من أموالٍ لبيتِ المال: خادم، وقطع قماش، وبضع دراهم··

وحدق في الأشياء المادية القليلة برعبٍ ؛ ذلك الرجل الذي ملك الجزيرةَ والمدن والصحارى يتركُ هذه الأشياءَ الهزيلة، متخليًا عن كل شيء، خارجًا مغتسلاً من وسخ الدنيا·· كيف يستطيع أن يجاريه؟! إنه لا يتركهُ مقدمًا له الدروسَ وهو حيٌ وكذلك وهو من بين التراب! أهناك موتٌ حقيقي كامل كما يزعمون؟!

لم تستطع عيونه أن تتغلب على الماءِ الساخنِ المتفجر من بين ينابيعها الحرة القاسية!

تصاعدت غمغمةُ الرجالِ وهو يتذكرُ ما لدى أبي بكر، وهو يتحسسُ القماشَ، ويمعنُ بالدراهم نظرًا!

انتبه إلى أنه لم يعد صديقًا فقط لأبي بكر بل حاكمًا مسئولاً!

سمع رجلاً يقول:

- أو ما تترك هذه الأشياء الضئيلة لبيت أبي بكر؟!

لم ينظرْ للرجل لكنه قال بصرامة لخادمه أسلم:

- خذها لبيت المال!

الغمغمةُ تتصاعد:

- سيكون عمر شديدًا صعبًا علينا يا مسلمين!

- وهل يعرف عمرُ التسامحَ أو الرقةَ أو تناسي الهفوات الصغيرة والأموال الصغيرة!

- إنها أيامٌ صعبة ولا شك!

ليقولوا ما يقولون وليتثاقلوا عن مصافحتهِ وتأييدهِ، ولكنهُ مشغولٌ بالأمورِ العظام، طرقُ فارس تحترقُ بالأسربة أمام عينيه، وخالد بن الوليد المغامر المنفوش الريش ينتقلُ من انتصارٍ إلى انتصار، والعرب نقاطٌ من الخيام والإبل الضائع في الصحارى!

قال بهدوءٍ وهو يعتلي المنبر:

- أريدكم أن تكونوا عونًا لي في كلِ شيء، في الخطأ تعينونني على تجنبه، وعلى المكارم والعدل تحثونني عليهما، فأنا ضعيفٌ بدونكم، إذا ظَلمتُ أحدًا فثوروا عليّ·· لست بخيركم·· وهذا العراقُ يسألُ عنكم، لكم إخوة وأخوات هناك يعيشون مرَ الحياةِ، ولكم إخوةٌ يندفعون بخيولهم وسيوفهم ليحرروهم من هذا الأسر الطويل، فمن منكم يساعدني وينضم لهذه الحملة·· من؟ لا أرى أي أيدٍ ترتفع!

الصفحات