أنت هنا

قراءة كتاب عمر بن الخطاب شهيدآ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عمر بن الخطاب شهيدآ

عمر بن الخطاب شهيدآ

كتاب " عمر بن الخطاب شهيدآ " ،تأليف عبد الله خليفة ، والذي صدر عن دار المؤسسة للدراسات والنشر .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8

- 4 -

جاثمٌ على كنبةٍ وحاسر الرأس، ومكفهر الوجه، يقول أبو سفيان غاضبًا:

- لم يبق سوى بلال وعمار بن ياسر وغيرهما من الصعاليك والعبيد يقدمان عليّ في مجلس عمر! غدا مجلس هذا الرجل مضحكةً، ألا يرون كيف يعيش ملوك الروم والفرس؟ صولجانٌ وقصور وحراس، والعبيد ناءون مبعدون عن كراسي الحكم وعرش السلطان!

قال المغيرة بن شعبة:

- انتظر أمرهم! هؤلاء لن يستطيعوا التغلب على ملوك الدنيا، وغدًا يعودون إلى المراعي·· ونجد خيولَ الروم تقرع أبواب المدينة، هل يتصورون معنى أن يتحد حكام روما ودمشق!

- ولكن يا مغيرة تمضي معهم ولا تعارضهم في شيءٍ؟!

- هم لديهم السلطان وأنا مع السلطان، إذا فازوا فزتُ معهم وإذا انهزموا عدتُ إلى أهلي!

تطلع أبوسفيان مقطبًا إلى شاب في المجلس:

- وأنت يا مروان ماذا ترى؟

قال مروان بن الحكم:

- أنا أرى أن نطأطئ الرؤوس الآن· أنت رأيت كيف انتصروا عليك وفتحوا مكة، وصرنا من أتباعهم·· وكما يقول المغيرةُ فإن التغلب على الفرس وحدهم أمر مستحيل دونه خرق القتاد، فلنصبر ونرى·· إذا انكسروا رفعنا رؤوسنا ثانيةً!

تنفس أبو سفيان الصعداء وقال:

- لقد رأيت عز الفرس، مدنٌ كبيرةٌ ملأى بالأسواق وقصور على امتداد النظر وحدائق غناء، وإسطبلات تــُحشدُ فيها الخيولُ فلا ترى لها آخرَ·· وملوك إذا دخلت عليهم فزَّ قلبك من صدرك، وأنت كأنك ترى نورًا في العلياء، بل شمسًا ساطعة، لا تملك سوى أن تنحني على الأرض·· ولم تكن أرضًا بل ذهبًا ولؤلؤًا وتقول ليتني أنام على هذا البساط إلى الأبد، فأي شيء لدى عمر غير الماعز والبعر!

ضحك أفرادُ المجلس بتوتر·

قال المغيرةُ:

- لا بد يا أباسفيان من الصبر الطويل، نحن أمام سيل من الأعراب الذين فتح لهم عمر سبل التدفق على العراق والشام، وهم الطامحون في الأرزاق والسلب والنهب، وما يلبثوا أن يشبعوا فيصابون بالتخمة والغطرسة، وحينئذٍ لا يستطيع عمر أو غيره كبح جماحهم فيسرقون ويملؤون بيوتهم بالنساء والغلمان وتأتي حينئذٍ ساعتنا··

الصفحات