أنت هنا

قراءة كتاب أنثى تشبهني

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أنثى تشبهني

أنثى تشبهني

كتاب " أنثى تشبهني " ، تأليف نهلة الشقران ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1

خفايا صوت

صوتُ «هدوء» يخنقها، ولا يكاد يبين، يتحشرج في حلقها كقطعة قطْن، يسدّ ما بينها وبينهم. وجوههم ترمقها بتحسّر، عيونهم تستصرخ ما بداخلها، أيديهم تَرْبِتُ على كتفَيْها... ويتركونها لتسير درباً بمفردها.

حفيفٌ يرتدّ في أذني ولا أكاد أسمع، أظنّ أنها تنطق، وتبتلع الحروف دون وعي منها، تغصّ في جوفها، تتلعثم، يتصبّب عرقها، تستنجد، ثم تحْمَرّ وجنتاها، وتذبل أنفاسها، وتهدأ من جديد.

في ركن بعيد كانت تجلس، تحدّق بي وتنتظر أن أقول لها كالعادة عندما أقرأ أسماء الطلبة:

- هدوء، أين صوتك يا هدوء؟ قولي: «نعم» بصوتٍ عالٍ.

تتجاهلني بنظرات حاذقة، وتهمس في سرّها دون أن أسمع شيئاً، وتمضي المحاضرة دون أن تنبس ببنت شفة، ربما كانت مزاجية الهوى أو غريبة الأطوار أو تكره التاريخ، لا أدري، لكنها من أغرب من درّست.

كنت أتمنّى أن أسمع صوتها بأيّ وسيلة كانت، شعرتُ أنها تحادث زميلاتها، وتُخرج كلاماً بلا حشرجة، فعرفتُ حينها أنها ليست صمّاء.

كتبتُ إعلاناً، وعلّقتهُ على باب مكتبي يقول:

«أبحثُ عن صوتِ هدوء، ولمن يجده عشرُ درَجات».

كنت متأكدة أنها ستنطق وقتَها، بيد أنها لم تفعل، لم تأتِ «هدوء»، ولم يستطع أحد أن يأتي بها. انتهى الفصل، ولم أسمع صوتاً لـ«هدوء»، بِتُّ أحلم أحلاماً مزعجة، كابوس يأتيني كل يوم، يطاردني، يحملق في وجهي.. أصرخ وأصرخ، فأصحو والعرَق يتصبّب مني لاهثةً.

الصفحات