كتاب " ثقب في الجدار " ، تأليف بسام السلمان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب ثقب في الجدار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثقب في الجدار
(2)
تستيقظ فاطمة مع صياح ديك الجيران، تنهض بتثاقل، تفرك عينيها وهي تتعوذ من الشيطان الرجيم، تتوضأ، ثم تجفّف يديها ووجها من ماء الوضوء بـالـ«بشكير الألماني» الذي أحضرتْه معها من الأردن.
(هذا «بشكير» أمي، وله معنى كبير عندنا بالرمثا... لا تفرّطي فيه. استعمليه فقط لتجفيف ماء الوضوء، وضعيه فوق مخدتك، تحت رأسك عند النوم).
تصلّي الفجر، تجلس على مصلاتها وتقرأ القرآن... تنتظر شروق الشمس، تصلّي سُنّة الضحى. لم تفوّت صلاة الضحى يوماً منذ أن ذكرّتْها صديقتها وشريكتها في سكن الطالبات الجامعي «أسماء ناصر» بفضائل صلاة الضحى، وقالت لها: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنّ الله -عز وجل- يقول: يا ابن آدم، اكفني أوَّل النهار بأربع ركعات، أكفك بهنَّ آخر يومك».
ومنذ تلك اللحظة فإن فاطمة تحافظ عليها كصلاة الفرائض، وإن فاتتها يوماً لظرفٍ طارئ فإنها تقضيها بعد أن تصلّي الظهر مباشرة.
سمعَت فاطمة صوت أمها في المطبخ تجهّز طعام الإفطار، نهضَت مسرعةً لمساعدتها، وفي غرفتها المشتركة مع أختها سميرة كان صوت فيروز يردّد كلمات عذبة.
أسرعَت فاطمة إلى المطبخ لإعداد طعام الإفطار قبل أن يرجع والدها من المسجد، دخلت المطبخ، شدّتْها رائحة «القهوة السادة» التي تقوم أمها بغليها وتجهيزها.
عمَل القهوة يدوياً يُعَدُّ من أفضل الأعمال التي تقوم بها أمها كل صباح، تتفنن بصناعتها، تبدأ بإشعال النار، تضع «المحماسة» عليها، وتضع فيها حبات القهوة الخضراء. تجلس أمها فوق رأس «البكرج» الأزرق الجالس فوق نار «البريموس»، وتحرّك القهوة بصورة جيدة، فلا تثبت في مكان واحد حتى لا تحترق، وتستمر في التحريك وهي تبسمل وتهلل وتحوقل وتصلّي على النبي -عليه الصلاة والسلام- حتى تصبح القهوة شقراء أو سمراء وفْقاً للرغبة، وتتمهّل قليلاً حتى تبرد، بعدئذٍ تضعها في «المهباش»، وتدقّها وتطحنها جيداً. تضَعها على كمّية الماء المغلي في «البكرج» الأزرق وتتركها حتى تغلي بهدوء، وفي هذه الأثناء تقوم بطحن حَب «الهال «، وتضعه في «الدلة» النحاسية استعداداً لاستقبال القهوة.