كتاب " ثقب في الجدار " ، تأليف بسام السلمان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب ثقب في الجدار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثقب في الجدار
(3)
ترَكهَا شقيقها خالد أمام سكن الطالبات في «جامعة اليرموك» في مدينة إربد الأردنية، جهّز لها أوراق السكن الرسمية ودفع القسط السنوي، ودّعها بعد أن أوصى بها مشرفات السكن، وانطلق إلى البوابة الرئيسية، ليركب «السيرفيس» المؤدّي إلى «مجمّع عمّان» ثم «جسر الملك حسين». احتضنها... نزلت دموعه، وبكَت بِدَورها، قال لها: (احفظي نفسك من أي سوء واعلمي يا فاطمة أنّ ثقتنا بكِ مُطْلقة، فعودي إلينا فاطمة الطاهرة التي أحببناها، ننتظركِ بعد أربع سنوات قائدة تربوية...).
انطلَق شقيقها دون أن يلتفتَ خلفه، وانطلقَت في رأسها وصايا أمها وتحذيراتها. أوصتها بقسوة وصرامة لن تنساها. فبعد أن اقتربَت السيارة التي ستُقِلُّها إلى الجسر، ودّعها والدها وشقيقاتها وأشقاءها وقالت لها والدتها: (أنتِ أمل إخوتك وهم يثقون بكِ ثقة عمياء، فعودي إلينا كما أرسلناكِ. أنتِ ذاهبة إلى الأردن للدراسة وليس لشيء آخر. والرجال يا ابنتي...).
غصّت في حلقها كلمة ابنتي وامتزج الكلام بالبكاء فاختفى صوتها في حلقها، لكنها عادت إلى صرامتها وقالت: (الرجال يا فاطمة يركضون ويلهثون خلف المرأة، هم يريدون جسدها فقط، وكثير من الرجال يبذلون الغالي والنفيس للحصول على جسد المرأة، وحينها يلقون بها ويسيرون غير آبهين إلا بفضيحتها. طلاب الجامعات يا ابنتي يتحدّثون بكلامٍ معسول، يضحكون على الطالبات ويواعدوهنّ بالزواج، والبنات في سنّك ضعيفات أمام الكلام الجميل. فلا تسمحي لأي إنسان بالتطاول معك ولو بحرف واحد. شرَفُكِ يا فاطمة هو شرَف إخوتكِ وشرَف أبيكِ وشرَفنا كلّنا، وإذا -لا سمح الله- حصل لكِ ما حصل ستُذبحين على أيدي إخوتكِ، وتدسّين رؤوسنا في التراب طول حياتنا... والناس لن تنسى يا ابنتي... احفظي نفسكِ لزوجكِ ولنصيبكِ، فالرجال يرفضون الفتاة غير المحتشمة زوجةً).
تيقّظت فاطمة من غفلتها إثر صوت المشْرفة «مس نائلة» وهي تقول لها: (تفضلي المفتاح يا فاطمة، غرفتكِ رقمها 356 ومعكِ شريكة اسمها «أسماء ناصر»).