كتاب " ثقب في الجدار " ، تأليف بسام السلمان ، والذي صدر عن دار الآن ناشرون وموزعون .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب ثقب في الجدار
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثقب في الجدار
جرّت حقائبها باتجاه المصعد، انتظرَت قليلاً حتى هبط من الطوابق العليا، فتحته وأدخلَت حقائبها قبْلَها، ثم دخلَت، أُغلق الباب وضَغطَت على رقم الطابق الثالث، فصعد بهدوء. شعرت بقلْبِها يهبط إلى الأسفل، توقّف المصعد على ضوء رقم 3 وعندما استقرّ في مكانه فُتح فإذ بصَبِيَّة تنتظر في الممرّ، ابتسمت لها وقالت:
- أسماء ناصر، شريكتك في الغرفة، تسمحين أساعدكِ؟
استغربَت فاطمة من انتظار أسماء لها، حملَت حقائبها ودخلَت الغرفة التي كانت تقع في آخر الممرّ، وقالت لها:
- أظن اسمكِ فاطمة.
وضحكَت بصوتٍ مسموع قائلة:
- اتصلَت بي المشرفة وأخبرتني عن اسمكِ وطلبَت مني مساعدتكِ في حَمْل حقائبكِ. أهلاً وسهلاً بكِ في رحاب جامعة اليرموك وأهلاً بكِ أختاً عزيزة في وطنك الثاني الأردن...
سعدَت فاطمة لهذا الاستقبال الذي خفّف عنها وطأة الغربة، طلَبَت منها أسماء أن تجلس وترتاح ثم في ما بعد تُرتِّب ملابسها، دخلَت أسماء إلى المطبخ وأعدّت فنجانين من قهوة «النسكافيه السادة»، وسألتْها عن مقدار السكّر الذي ترغب بوضعه في فنجانها. وضعَت الفنجانين أمامهما، وراحَتا تتحدَّثان بأشياء ليسَت ذات قِيمة، بدا الحديث وسيلةً لكَسْر جدار الغربة، وفتْح صفحة التعارف بينهما.
أخرجَت فاطمة ملابسها، وعلّقتها في الخزانة المخصَّصة لها، أنهَت آخر قطعة ملابس، أغلقَت الخزانة وأخرجَت من حقيبةٍ صغيرةٍ صورةً لوالدَيها -الصورة بالأبيض والأسود- وضعَتها على طرَف السرير المخصَّص لها، حملَت منشفتها ودخلَت لتأخذ حمّاماً ساخناً.
جلسَت رفيقتُها بالغرفة أسماء ناصر على كرسي «بلاستك» في الشرفة التي تطلّ على كلّية الآداب. أخرجَت هاتفها النقال من حقيبة «شامواء» ملوّنة مخصّصة له، وأخذَت تلامس الأرقام، عندما انتهَت من الضغط عليها سمعَت صوت رنين خفيف، فأغلقَت هاتفها وانتظرَت قليلاً. نهضَت وسارت بضعة خطوات، راقبَت نجوم الليل... الجامعة فارغة من الطلَبة، وشارع كلية الآداب ساكن بلا حركة، خلال ساعات النهار يكون كخلية نحلٍ لا يخلو من الطلبة. تحت الأشجار الموجودة في ساحات الجامعة يجلس الطلبة، وهناك تجلس أسماء ناصر وزميلها «مازن»، نظرَت إلى ذاك المقعد تحت شجرة تقع على الرصيف المحاذي لقسم الصحافة والإعلام، تجلس عليه باستمرار.