أنت هنا

قراءة كتاب عَمكا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عَمكا

عَمكا

كتاب " عَمكا " ، تأليف سعدي المالح ، والذي صدر عن دار الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من اجواء الرواية

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 1

تعريف

أثبتت التنقيبات الأثرية في تل قصرا بعنكاوا أن المنطقة كانت مأهولة منذ 3500 سنة قبل الميلاد، وأكدت أن معظم اللُّقى التي عُثِر عليها تعود إلى العهود الآشورية المتأخرة، مشيرةً إلى أنَّ هذا التّل كان قصراً لأمير أو موقعا عسكريا، يرتبط تاريخه على نحو وثيق بتاريخ أربائيلو (أربل) إذ كان باب القلعة المواجه لعنكاوا يسمى باسمها القديم عَمْكو.

وَرَدَ هذا الاسم القديم "عمكو" ضمن كتابة على صخرة اكتشفت في كنيسة مار گورگيس أثناء ترميمها تعود لعام 816 م، وهو تصغير لـ"عَمّا" السريانية بمعنى العَمْ أي أخو الأب أو بمعنى الشعب، وكلا الأسمين قابلان للتصغير بـ(عمكا أو عمكو)، أما اللاحقة "آوا" فقد أضيفت إلى الاسم في القرون الأخيرة فأصبح (عمكاباد) وهي بالأساس تصحيف من "آباد" الفارسية التي ألحقت بكثير من أسماء القرى والمواقع في العهود الساسانية، وتعرّضت هذه اللاحقة هي الأخرى لإبدال الباء بالواو وحذف الدال ومن ثم تغيير الميم بالنون لسهولة اللفظ، فتحول الاسم إلى (عنكاوا) كما هو متبع في اللغتين السريانية والكوردية لأهل المنطقة.

أمّا الياء (ي) بعد العَين فقد أضيفت إلى الاسم في الوثائق الحكومية العراقية بعد تأسيس الدولة العراقية، وأبدلت ألف المدْ الأخيرة (ا) بالتاء المدورة (ة) فأصبح الاسم عينكاوة، مثلما أُضيفت الياء إلى أربل فأصبحت أربيل، وهو تشويه لاسميهما الأصليين (عَنكاوا) و(أربل) اللذين احتفظتا بهما على مدى قرون طويلة.

دخلت المسيحية أربل وعنكاوا منذ أواسط القرن الميلادي الأول بحسب تقليد آباء كنيسة المشرق و"المجدل" لماري بن سليمان و"تاريخ أربل" لمشيحا زخا، و"تاريخ كرخ سلوخ" لبرحذبشبا عربايا. ويعتقد أن توما الرسول مرّ بالعراق أثناء ذهابه إلى الهند للتبشير بالمسيحية. وانتشرت في ذلك الوقت كنائس ومدارس دينية وأديرة كثيرة في المنطقة لم يبق منها حاليا إلا كنيسة مارگورگيس في عنكاوا التي يعود تاريخ بنائها الأول على وفق المؤرخين إلى القرن الرابع أو الخامس الميلادي، فهي صرح أثري وحضاري تم تجديدها عدة مرات.

ذُكِرَت عنكاوا في العديد من المصادر التاريخية، فقد أشار اليها كلّ من ابن العبري في "تاريخ الزمان" وابن الفوطي في "الحوادث الجامعة" في القرن الثالث عشر، ومر بها العديد من الرحالة الأوروبيين وكتبوا عنها منهم:نيبور 1766 وأُوليفييه 1794 وبيكنغام 1816 وريج 1820 وبادجر 1822 وساوثغيت 1838 وريتوري 1878 وميجر سون 1907 وآخرون، لأنها كانت تقع على طريق الملك (الطريق السلطاني الكبير) وكان فيها خان كبير لاستراحة القوافل رسمه بيكنغام ونشره في كتابه.

هذه البلدة الصغيرة التي تتنفّس أجواء التمدّن لصْق أربِل هي المعنية بهذه الرواية.

الصفحات