أنت هنا

قراءة كتاب تكنولوجيا الاتصال التربوي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تكنولوجيا الاتصال التربوي

تكنولوجيا الاتصال التربوي

كتاب " تكنولوجيا الاتصال التربوي " ، تأليف مجد هاشم الهاشمي ، والذي صدر عن دار

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 3

ويقول أفلاطون:

"اهدفوا بالتربية لإصلاح الفرد والمجتمع لأن سلامة المجتمع تتوقف على سلامة التربية التي يقدمها المجتمع للأفراد، مهدوا للدولة العادلة بالتربية، واجعلوا تربية المواطنين في يد الدولة، واعتنوا بالفعل في سني حياته الأولى، ولا تكرهوه على تعلم شيء، ولكن راقبوه كرقابة الرأي للأغنام، واختاروا القصص له، ولا تفرضوا التعليم العقلي إلى غير القادرين عليه، أي راعوا الفروق الفردية، اجعلوا وظيفة المدرسة، هي مساعدة الطالب على تذكر ما كان عالق بنفسه أيام كانت في عالمه المُثل.

ويتفق أرسطوا الإغريقي (384-322 ق.م).. مع أفلاطون في تعاليمه ودعى إلى شعار التعليم للجميع بقوله.. "وفروا تربية متماثلة لجميع الناس، واهتموا بتربية الأطفال في جميع أطوار نموهم، طور نشوء الجسم حتى السادسة من العمر، وطور الغريزة وطور العقل، نمو الإنسان المتكامل وتلك دون نواحيه المهنية لأن الإنسان المفكر أسمى من العملي..شعبوا التعليم إلى عام للجميع وإضافي للمحاربين والأفضل للقادة.

ومن علماء التربية العرب (ابن سينا) الذي اهتم كثيراً بالتلميذ ورعايته من قبل ذويه وإدارته التعليمية وشدد على صفات كادر المعلمين الذين يقودون العملية التعليمية.. بقوله: "أعدوا الفرد للحياة الدنيوية والدينية في آن واحد، اجعلوا المنهج شاملاً تلك الحالات، انظروا إلى ما يراد أن تكون مهنته التلميذ مستقبلاً، فاختبروا ذكاءه، واختاروا له مهنته حسب ذلك، تخيروا البيئة التي يختلط بها الابن فللرفاق الأثر الكبير في حياته، راعوا ميوله، وعلموه في المدارس لأن وجوده مع غيره أدعى لتعلمه كلموه بالحسنى ورغّبوه مرة، ورهبوه أخرى اختاروا من المعلمين العاقل المتدين، الحسن المظهر الخالي من العاهات المخلص في عمله والمُعد لدروسه والعادل ف يمعاملة التلاميذ.

ويأتي الغزالي (1058-1111م) ليؤكد ما قاله ابن سينا حول دور المعلم باعتباره المربي الأول للطفل ويشدد على خطورة دورن في تنشئة الأطفال التلاميذ، ويخاطبه بتوجيه ونصيحة تربوية تعينه في مهنته ودوره في التعليم قائلاً: أيها المربي إن الطفل يولد ونفسه صحيفة بيضاء، وأنت الذي ينقش عليها ما يشاء من خير وشر فهو أمانة في يدك راعوا تلكم الفروق الفردية بين التلاميذ، استغلو ميول الطفل، واحموه من قرناء السوء، وعوده الاخشيشان، وتدرجوا معه في ترك الأخلاق السيئة وتدرجوا معه بالعلوم، فابتدئوا بأهمها لأن العمر لا يتسع لجميعها لا ترهقوا التلميذ بالتعليم وحببوه إليه باللعب لا تطلب أيها المعلم أجراً بل علّم لوجه الله تعالى اقتداء برسول الله محمد×.

وحرص ابن خلدون (1332-1406م) على التحضر واعتبر التعليم في البيئة المتحضرة أسهل حيث الاستقرار وتوفر الإمكانيات المفقودة في البيئة البدوية ودعى إلى تعليم الأولاد القرآن لانه أصل التعليم ونصح ابن خلدون المعنيين في التدريس بهذه التعليمات "تدرجوا في التدريس من السهل إلى الصعب، واعتمدوا أول الأمر على الأمثلة الحسية، ثم انتقلوا إلى المجردات أسلكوا الطريقة الاستقرائية (بادأوا بالأمثلة الجزئية لتستخلصوا منها القاعدة العامة) لا تخلطوا علمين على المتعلم لكيلا يفقد إحدهما، تابعوا الدروس لأن الانقطاع مدعاة للنسيان تجنبوا الشدة لكيلا ينصرف التلميذ عن العلم وينحرف سلوكه ركزوا على المناقشة والمحاورة مع تنويع أساليب التدريس كالتلقين والمحاكاة والتجربة واستخدام الوسائل التعليمية اهتموا بالناحيتين النظرية والتطبيقية.

واعتبر فرنسيس بيكون (1561-1626) الإنكليزي ما جاء به ابن خلدون خير معين للتدريسين على حد قوله (انقدوا الطريقة الاستنتاجية لرجال العصور الوسطى الذين كانوا ينطلقون من مسلموات ليستخرجوا منها نتائج فقد تكون المسلمات موضع شك تخلصوا من الوهام المعيقة للوصول إلى الحقيقة...ولا أقول لكم إلا ما قال ابن خلدون: اجعلوا الطريقة الاستقرائية وسيتكلم للتربية فلاحظوا ظواهر الطبيعة بواسطة الحواس وأجروا عليها التجارب لتصلوا إلى الحقيقة القابلة للإثبات وسمّوها العلم.

الصفحات