كتاب " الليل الدامي "، تأليف نصير أحمد الريماوي ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب الليل الدامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الليل الدامي
رسالةُ والدٍ لابنهِ الأَسير
بالحبِّ تَخْضرُّ الحياةُ وتزهرُ
والقهرُ يذهبُ والعداوةُ تُزْجَرُ
يا مَنْ طِوالَ العمرِ ضَحّيتَ
ولم تتركْ جدارَكَ ينحني يتكسّرُ
القيدُ أضحى كالوسامِ
على يديّكَ وفي جبينِكَ مِئزرُ
لا السِّجنُ تخشى لا ولا الموتُ
ولا صوتُ الحديدِ والمجنزرُ
فالسّجنُ مدرسةٌ لِمنْ عشِقَ النِّضالِ ومِنْبَرُ
يا مَنْ صنعتُمْ من زنازنَ سجنِهِ
أملاً كنورِ الفجرِ يُنتشرُ
دُمتمْ له سنداً ودامَ نفيركمُ
فالأرضُ ترعدُ والسماءُ تُزَمْجرُ
أبوابُ بيتي في اشتياقٍ للحظةٍ
يظلُّ فيها طيفُ وَجْهكَ يزهرُ
ستَ وعَشْرَة من سنين العمرِ تهدرُها
بينَ السُّجونِ أُجَرجَرُ
متلهفاً للقاءِ مَنْ أهوى ومن في
سجنهِ أضحى يَباتَ ويُبكِرُ
خَطَّ المَشيبُ ذَوائِبي
واحدَودبَ الظهرُ منِّي... هدَّني الكِبَرُ
وإن ذكرتُكَ يبدو العمرُ ثانيةً
ومن عيوني دموعُ الشَّوقِِ تنهمرُ
يحولُ بيني وبين الوصلِ جندهُمْ
فكيف لي بلقاءٍ فيه العمرُ يُختَصرُ
سلامي مع نسيمِ الصَّباحِ أُرسِلهُ
روحي تسافرُ تنشدُ وجَهكَ هوَ القمرُ
وأمُّك أضناها ومن وَجْدِ شوقِها
من حزنِها فقدتْ أحداقَها النورَ ذهبَ البصرُ
في كلِّ يومٍ صَوْبَ السّجنِ أَعيُنُها
ويحدوها الأملُ والحُلمُ والسَّفرُ
لا تأسَ يا ولدي فإنَّ اللهَ مَرجِعُنا
ومن غيرِ عَونِ الله يُمسِي القلبُ ينفطرُ
كلُّ الشَّبابِ فداءٌ حين يطلبهُم
وطنٌ تَربّوا على تلاتهِ الخُضْرُ
لا اليأسُ يُثنيهمْ يوماً ولا وجلُ
فمنَ تبنى الصَّبرَ والإيمانَ ينتَصرُ
10/4/2011