كتاب " الليل الدامي "، تأليف نصير أحمد الريماوي ، والذي صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب الليل الدامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الليل الدامي
كِتابُ التاريخِ مُزَيّف
فَتحتُ كتابَ التاريخِ
وسِرتُ رُويداً بينَ الأسطُرِ
أبحثُ عَنْ وجَعَي بينَ الحَرفِ
وبينَ السَّطرِ
عَنْ سِتَةِ أحرُفٍ
حَرفُ الفاءِ وحرفُ اللامِ وحرفُ السَّينِ
حرفُ الطاءِ وحرفُ الياءِ وحرفُ النُّونِ
ضَاعَتْ في عَتْم الظُلماتِ
في التَّيهِ مشيتُ بِلا خُطُواتْ
أتعقبُ شيئاً في الصَفَحاتْ
لَمْ أَعثُرْ على تِلكَ الأحرُفِ
قلَّبتُ وقلَّبتُ الوَرَقاتِ
ورَقةً... وَرقةً لكِن هَيهاتَ
دَقَقتُ مَليَّاً في الحَرَكاتْ
والصُّورِ وفي شَتَّى الرِّسوماتْ
لكِني لَمْ أَجِدْ فيها شيئاً مِنْ تلكَ القَسَماتْ
قلَّبتُ جميعَ المُستَنَداتِ
مَنْ أَخْفاها؟
مَنْ شَوَّهها؟
مَنْ أَنهاها؟
مَنْ أنسى النَّاسَ وأَنساها؟
أتراهُ منْ طَبَع َالكَلِمات؟
أمْ مَنْ أشْكَلَها بالحَرَكات
كَيْ يَطْمِسَها
حَتى عادَتْ مِنْ دونِ حَياة!!
فَتَّشتُ هُنا.. فَتَّشتُ هُناك!
**********
عَنْ كُلِّ الأحرُفِ مِنْ هَمْسِك
طَمعاً في البحثِ عَنِ المَجهولِ
وَجمالُ الصُّورِ مِنْ رَسمِكِ
والرَّوعةُ في أحرفِ اِسمِكِ
بينَ الأَسماءِ مِنَ البُلدانِ
تعبتُ ولَمْ أَجدْ شَيئاً !
عاوَدتُ الكَرّةَ تِلوَ الكَرَّة
وفتحتُ غِلافَ القِرطاسِ
يَحدُونِي الأملُ... يَحدُوني الحُلمُ
أنْ أَعثُرَ بينَ الأَجزاءِ
أمْعَنتُ النَّظرَ هُنا وهُناك!!
في الهامشِ مِنْ كُلِّ الأَوراق!!
لكنَّ الهامشَ كانَ بِلا
ذِكرٍ للأحرفِ دُونَ
مَسَحوا الآثارَ
حَتى مِنْ هذا القِرطاسِ
مَسَحوا كلَّ حروفِ الاِسم
تَدرونَ لِمَا ؟
يَعزُّ عَليهِم نُطقُ الفاء
فالفاءُ النِّطقُ بها يَجُرُّ بَلاء
واللام كَداءٍ دونَ دَواء
والسِّينُ سِنينٌ عَجْفاء
والطَّاءُ طريقٌ للتُعَساء
والياءُ يَقتُلُنا الغُرَباء
والنُونُ في الرَّوضِ تَنوحُ الوَرقاء
فمصيرُ كُلِّ حُروفِ المظلومينَ..المَسحُوقينَ
لا تصلحُ ذكراً في الصَفَحاتِ
قَد تُفضَحُ فيها الكِذْبَاتُ
وتُعَرِّيْ مِنها العَوْرَاتُ
لأنَ كتابَ التَّاريخِ
مَحشُوٌّ... بلْ مَحضُ اِفْتِراءات
تَضليلٍ يَردِفَهُ تَضْليل
خالٍ مِنْ أيِّ هُدىً ودَليل
خَدمٌ مِنْ خُدَّامِ اللَّيل
وعَدوٌ مِنْ عُبَّادِ النَّارِ
لا يرحمُ مَنْ أُقتُلِعَ مَنَ الدَّارِ
وَهُجِّرَ في كُلِ الأَمْصارِ
مكتوبٌ بمِدادٍ أسْوَد
كَظلامِ اللَّيلِ المُتلبِد
وبدونِ حُروفِ الاسمِ فَلا
مِيلادَ.. ليسَ له ميلادُ
ولَنْ يكونَ لهُ أحفادُ
لَوّحتُ برأسي سُخرِيَةً
ورَميتُ به وجَهَ الجَلاَّد
تأكُلهُ النَّارُ المُشتعِلةُ
فَكتِابُ التاريخِ مُزَيَّف
مِنْ عَهدِ ثَمودٍ أَو عَاد