أنت هنا

قراءة كتاب 14 يوم هزت الكويت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
14 يوم هزت الكويت

14 يوم هزت الكويت

كتاب " 14 يوم هزت الكويت " ، تأليف طارق عبد الله العيدان ، والذي صدر عن

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 2

تعبير "أداء" يعني منطقيا القيام بالفعل من قبل من يلزم عليه أداؤه، كما أن أداء القسم يكون كما هو دارج. البحث عن شكل جديد لأداء القسم لأن الحالة الصحية للأمير لا تسمح له بأداء القسم على النحو المعتاد، يكشف عن محاولة تطويع النص وفق الواقعة وليس مجرد تطبيق النص.

طرح مفهوم الضرورة لبحث الصلاحيات التي يمكن للأمير ممارستها قبل أداء القسم حال توافرها أثار أيضا قدراً من اللبس والتردد، لأن من قواعد الضرورة أن تقدر بقدرها ولا يقرر حكمها بناء على افتراض وجودها، فالافتراض بذاته يتعارض مع الأصل في القاعدة وهو عدم التوسع فيها. نعم في البحث الفقهي المجرد نظرية الضرورة تفيد في تقرير الحكم لو كنا أمام حالة مجلس أمة غائب ويلزم إصدار مرسوم من المراسيم والأمير لم يقسم بعد وفق حكم المادة 60، ولكن عدم توافر مثل هذا الفرض لا يسمح بتقرير جواز ممارسة الأمير بعض صلاحياته قبل أداء القسم. إذاً الانطلاق من الواقعة لتحديد معنى النص يقود الى احتمال تطويع النص وفق الحالة وليس إنـزاله على الحالة، وهذه الممارسة تقود من بعد ذلك إلى اللبس والخلاف، كما أن الاجابة عن أسئلة غير مطروحة قد يقود للنتائج نفسها.

- الاحتكام للمشروعية: الاختلاف أمر متصور فهو من سمات البشر، وجوده لا يتعارض مع الاستقرار، إن كانت هناك آليات معروفة نحتكم لها ونقبل بنتائجها لحسم النـزاع. ومن مظاهر تقدم الجماعات ورقيها أن تحتكم في حالات الاختلاف لقانون ارتضته الجماعة لأن في هذا المسلك استبعاداً للإحتكام للقوة أيا كانت صورها. وفي واقعة انتقال الرئاسة نجد كل عناصر الدرس السابق متوافرة؛ خلاف وبحث عن أسلوب التعامل مع الخلاف، وفي النهاية انصياع لحكم القانون باعتباره أسلم الطرق للخروج من الأزمة. خلاصة الدرس أن في تطبيق القانون توفيراً للأمن وتقليلاً لتكلفة النـزاع.

أسلوب إدارة الأزمة والاحتكام للمشروعية جعلا الكويت تخرج رابحة بالرغم من المعاناة والألم النفسي الذي عاشته، ولذلك فمن المنطقي أن تسجل هذه الواقعة كنموذج ناجح يحتذى.

جهد الأستاذ طارق العيدان في عرض الموضوع وتحليله اتى موفقا لأكثر من سبب؛ فهو جمع شتات الموضوع. والجمع بذاته كان ضروريا لأن كثرة تفاصيل الموضوع نتج عنها صعوبة في فهمه وبالذات لمن لم يعاصره عن قرب. ولا يحسب للرجل فقط بذل الجهد في الجمع والتحقيق، بل يحسب له أيضا توفيقه في عرض الموضوع، وقد اختار لذلك أسلوب عرض تسلسل الأحداث زمنياً، وهو منهج منطقي في مثل هذا النوع من المواضيع، لأنه يسمح للقارئ برسم الخط الزمني للأحداث، ووضع كل واقعة في مكانها تمهيدا لتقييمها والحكم عليها. نعم كان من الممكن أن يذهب الكاتب في الرصد والتوثيق أبعد من ذلك، فيعرض لمواقف الناس ولتعقيبات من كتب عن الموضوع آنذاك أو أبدى رأيا فيه من مختلف الزوايا، كما كان من الممكن رصد ردود الفعل الاقليمية والدولية على الحدث، ولكن الكاتب، في ما يبدو، كان أمام خيارين: اما أن يوغل في التفاصيل والتوثيق ويكون ذلك على حساب سهولة العرض، واما أن يختار الأبرز من التفاصيل كي يبقى العمل متاحا وسهلا في قراءته للشريحة الأوسع من الجمهور. لعل في الملاحظة السابقة دعوة له ولغيره من الباحثين للتوسع مستقبلا في الدراسة التوثيقية والتحليلية للموضوع أو لجوانب محددة فيه.

حوامل التوثيق اليوم متعددة، فإلى جوار المعلومات المثبتة على الورق هناك التسجيلات الصوتية والتسجيلات البصرية الصوتية، وهي متاحة من خلال عوامل متعددة فلم يعد الشريط الصوتي أو الفيلم هما الوسيلتان الوحيدان للتسجيل، فوسائل الاتصال فتحت آفاقا متعددة من خلال برامج نشر التسجيلات والوثائق.

الصفحات