كتاب " السرد التاريخي عند بول ريكور " ، تأليف جنات بلخن ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من م
أنت هنا
قراءة كتاب السرد التاريخي عند بول ريكور
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أول دورة يجب على الفلسفة أن تقوم بها في حقل العلوم الإنسانية هي دورة اللغة وما تحويه من علامات ونصوص ورموز، بما أن البحث في اللغة بحث في صميم كيان الشخصية الإنسانية فإذا قلنا الإنسان يتميز بكونه كائنا ناطقا والنطق هنا لا يعني التفكير فقط بل التكلم واستخدام اللغة أيضا، فإن اللغة هي التي تحقق ناطقيته. ومن ثمة، فاللغة تهتم بكل وسائل التفكير الممكنة التي بواسطتها يرسم الإنسان خبراته في العالم. وإذا كانت اللغة وأساليبها التعبيرية هي التي مكنت الإنسان من اعتلاء قمة السلسلة التطورية للكائنات الحية، فإنه مافتئ يطور في هذه الوسيلة التواصلية مع نفسه ومع غيره واصفا ومفسرا هذه العلاقات التي تتراوح بين التعبير التقني العلمي والتعبير الرمزي التأويلي.
انطلاقا من شعاره[3]"Le symbole donne à penser" الذي يخضع لهاتين المقولتين- باعتبار أن الرمز symbole هو هذه المسافة التي تفصلني عن المعنى المقصود من جهة. ومن جهة أخرى، الرمز هو هذا الدورة التي ينبغي عبورها للوصول إلى المعنى المقصود بعيدا عن ثقافتي في الوقت نفسه نابع منها- ارتحل ريكور من تأويل الرمز إلى تأويل النص. فكيف تم هذا الانتقال؟ ما هي أسبابه؟ ثم ما هي تداعياته؟