كتاب " السرد التاريخي عند بول ريكور " ، تأليف جنات بلخن ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من م
أنت هنا
قراءة كتاب السرد التاريخي عند بول ريكور
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
تقديم
بقلم الدكتور محمد جديدي
إن أصالة الفيلسوف هي أن يجعل من اللاشيء موضوعا يحيطه بعناية وعمق التفكير ما يجعله بمفاهيمه وتحليلاته وأمثلته فكرا فلسفيا يستحق الاعتناء والدرس. وبول ريكور هو من طينة الفلاسفة الذين فتحوا للفلسفة دروبا مكنتها من التطور والاستمرارية لفهم العالم، التاريخ، الإنسان وكل ما يقع ضمن منظور التفسير والتأويل. لم يكن السرد قبل ريكور درسا فلسفيا- وإن شكل اهتماما لعدة فروع ومعارف (ميتولوجية، تاريخية، أدبية، علمية، إيديولوجية، أنثربولوجية) خارج أسوار الفلسفة أو داخلها- لكنه بما أعطاه إياه من بعد صار جديرا بالمتابعة والقراءة.
جدير أيضا بالقراءة العمل الفذ الذي قدمته الباحثة المتميزة جناة بلخن عن بول ريكور، إذ حرصت منذ مقدمة دراستها الجيدة بجرأتها- دون تهور- المنهجية وجسارتها المعرفية- دون غرور- على تبليغ نصها مضمون التنظير منذ الوهلة الأولى. هذه السمة قلما توجد لدى الباحثين في بداية عهدهم بالكتابة والاستقصاء لذا فهي إن وجدت- معززة ومعضدة بتبرير منهجي وسند علمي- تزيد من ثقة الباحث في قدرته على المضي قدما على درب التفلسف الحقيقي.
في سعيها إلى إثبات نظرية للسرد التاريخي لدى بول ريكور عمدت الدارسة إلى اقتفاء أثر النصوص الريكورية وأكثر من هذا تقصي سيرة الفيلسوف ومتابعتها متابعة دقيقة حرصا منها على إعطاء موضوعها حقه من الفحص ونصيبه من التشخيص بغية التوقف عند ملامح التنظير وعناصره علها تظفر في النهاية بما يحقق توجهها الأولي في استخلاص نظرية متماسكة ومنسجمة عن السرد من زاوية فلسفية.