أنت هنا

قراءة كتاب السرد والسرديات في أعمال سعيد يقطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
السرد والسرديات في أعمال سعيد يقطين

السرد والسرديات في أعمال سعيد يقطين

كتاب " السرد والسرديات في أعمال سعيد يقطين " ، تاليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 6

-5-

سوف نعني في هذا الجزء من الدراسة بجهود سعيد يقطين في مجال السرد العربـي القديم بصفة خاصة، ونبدأ بمنظوره للتراث، حيث يعترض أولا على الدراسات والبحوث المعاصرة حول هذا التراث، لأنها تنم عن "التكرار والاجترار"، وذلك في رأيه يباعد بيننا وبين فهم هذا التراث الزاخر، وتقييمه التقييم المناسب، بسبب كونها لم تأخذ بأسباب البحث العلمي.. في معالجة الجوانب التراثية. وبديلاً عن ذلك يوضح الكاتب مبتغاه بالسعي إلى قراءة التراث بأدوات جديدة، وبأسئلة جديدة، وبوعي جديد، ولغايات جديدة. وأحسب أن التحديد الأخير ألزم دارس التراث- أو اقترح عليه- توفر أربعة أشياء جديدة هي: أدوات- أسئلة- وعي- غايات. الأولى تتعلق بالإجراءات المنهجية، والثانية بالهم الفكري المصاحب للقراءة، والثالثة: بالموقف وزاوية النظر، والأخيرة بالقصد أو الغرض من العودة إلى التراث.

وهذه الاشتراطات تحقق أكثر من هدف، فهي تتطلب نوعاً خاصاً من الباحثين المجددين منهجياً والمهمومين بمساءلة التراث والبحث عن إجابات في متونه، والواعين بقضيته، والقاصدين استنباط قوانينه ونظمه أو أدبيته بالاحتكام إلى نظرية الأدب. ولكن هذه الشروط ليست قسرية أو قهرية، فالتراث كما يرى سعيد يقطين شبيه بكتاب الصور العائلية الذي يضم أفرادها في مراحل مختلفة ومتباعدة.

وسيفترض الكاتب أن أفراد العائلة سيعودون- منفردين- كي يعاينوا هذه الصور بعد زمن، وسنرى أن هذا "العالم الصوري الذي يتشكل منه الكتاب يثير لدى كل منهم عوالم جزئية وأخرى كلية، خاصة وعامة، ويتباين هؤلاء الأفراد في زوايا النظر وأبعاده، وتختلف بذلك رؤاهم إلى ذلك العالم الأيقوني من هذا يستثير أحدهم في ذاكرته اللحظات السعيدة، فيما يعود آخر إلى الذكريات السيئة.. ولكن أبرز ما يمثل اقتحاما أو انتهاكاً لصورة التراث، هو المحمول الإيديولوجي الذي يصير التراث بسببه وسيلة في صراع خارج موضوعه وسياقه. كما يعترض الكاتب على تركيز الباحثين لجهودهم في جانب منه، مهملين الجوانب الأخرى المغيبة والمهمشة، ويعترض على مناهجهم في البحث التي يصفها بأنها "تقليدية وناقصة وتجزيئية".

إن غنى التراث العربـي وتنوعه وتعدد جوانبه تبعاً لتعدد منتجيه ومراجعهم الإثنية والجغرافية، يتطلب فحص موقف العربـي نفسه من تراثه. وهنا يرى الكاتب أن ثلاث لحظات عاشها العربـي في علاقته مع تراثه:

- اللحظة الأولى: وتبدأ مع ظهور الإسلام وتغيير رؤية العربـي إلى ذاته وواقعه وتراثه.

- اللحظة الثانية: في القرن الثالث الهجري حيث اتسعت رقعة المجتمع العربـي الإسلامي وجرى الاحتكاك مع الأمم الأخرى.

- اللحظة الثالثة: ويمثلها عصر النهضة الذي مثل لقاءً مع الغرب المتقدم والمسيطر، وفي كل لحظة من اللحظات الثلاث يقدم الوعي صورة للتراث، وموقفاً محدداً منه. لكنها كلها تعكس حيرة وقلقاً إزاء مفهوم التراث الملتبس والمحير في ذاته

الصفحات