كتاب " نجمة " ، تأليف كاتب ياسين ، ترجمة السعيد بوطاجين ، والذي صدر عن منشورات ضفاف .
أنت هنا
قراءة كتاب نجمة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نجمة
5
كانت الغرفة التي يحتلها مراد ورشيد أقل تضررا جراء المطر، مقارنة بالغرفة التي أقام فيها مصطفى ولخضر، وهكذا كان كلهم ينامون معا على فراش من الساف ويتدثرون بالآخر، وهم ممددون عرضا وأرجلهم عارية، لكن الصدر والكليّ كانت محمية. الأرضية الإسمنتية باردة، والقرية على ارتفاع ستمائة متر.
الغرفة المهجورة لا تصلح لشيء، غير أن الإيطالية رفضت كراء غرفة واحدة لأربعة رجال.
- قال مراد: سنجد وسيلة لاستعمال البيت المهمل، نبدأ بوضع الثياب الوسخة والمسخنة. ترك المرقد المطر ينفذ إلى غاية الصباح.
كانوا يرتجفون.
وكانوا يسعلون عندما استفاقوا من النوم، أراحتهم القهوة كثيرا. لخضر هو الذي كانت له الشجاعة الكافية ليستلف رطلا مسحوقا جيدا من صاحب المقهى الشعبـي. شربوا قدرين من العصير الساخن وهم يدخنون السجائر الأولى. الساعة السادسة، القرية حزينة وقد نظفها المطر، مبتذلة كممثل أزال المساحيق. الفجر بارد رمادي، ولا يمكن أن نسمع سوى خطى ثقيلة، نوبات سعال مفسحة، تحيات مختصرة تخلف صدى، موسومة برفقة اضطرارية تميز أصوات الرجال أثناء اليقظة، أغلبية العابرين. النادرين في هذه اللحظات لا يملكون رد الفعل لغسل وجهوهم وهم ملفوفون في برانسهم يرنون عصيهم بتناغم، وبفن مدرج بالهياج والخمود. يدخلون الواحد تلو الآخر إلى المحل الوحيد المفتوح، هناك حيث يستعيدون قواهم بسرعة، بداية من الجرعات الأولى. القهوة تزيل التعب والبرد. السماء أكثر تهديدا من أمس.
- خشخش كناس مسن مطوي: مع أننا في الربيع.
هز الفلاحون رؤوسهم وابتدأ المحل يفرغ بسرعة، كما امتلأ بسرعة. الكناسون والفلاحون والعمال يتلاحقون على الطريق السوي. لقد خف السعال الأبح وغدا صوت العصي أكثر كتمانا، كأن كل واحد منهم وجد ضالته، حلا ليومه كاملا.