قراءة كتاب تواضعوا معشر الكتاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تواضعوا معشر الكتاب

تواضعوا معشر الكتاب

كتاب " تواضعوا معشر الكتاب " ، تأليف عمرو منير دهب ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع <

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 4

لا يزال التنظير يَعِدُ روّادَه من المعجبين فيَفي مرّة ويخذلهم ألف مرّة، وهو عندما يفي لم يعد يفعل في الواقع أكثر من التنبؤ أو التمهيد لنجاح مُنجَز علمي لم يكن العلماء أصلاً عاجزين عن التنبؤ به أو التمهيد له، وقد يفي التنظير بوعوده من جهة أخرى عندما تتحقق نبوءاته بعواقب الاختراع العلمي السيئة فلا يكون إنجازه حينها أجدر بتقدير أكثر مما يستحقه الشامتون وقد عز عليهم أن يقارعوا اختراعاً باختراع فهرولوا إلى الشماتة مقابل محاولات علمية جادة لم يُكتب لها النجاح بعد.

ألم يكن أحد أفضل حظوظ التنظير والمنظرين في التواجد مؤخراً أن يمتطوا وسائل التعبير الحديثة، التي هي في الأصل تُحَف تكنولوجية بديعة، ليلعنوا العصر الذي لم يُدلوا دَلْوَهُم فيه بأفضل من هذين: التطفل واللعن.

وإذا كان ذلك حظ التنظير عموماً في هذا العصر فحظ تنظيرنا ومنظِّرينا في الدول النامية والأخرى الأقل نموّاً أدعى إلى الرثاء، إنهم يرْثون بكل ثقة إسهام علمائنا المتواضع، أو المنعدم في أغلب الأحوال، في المنجز التقني حديثاً وينسون أن إسهامهم في المنجز التنظيري الحديث بحاجة إلى من يُدبّج في حقه قصائد الرثاء ومقالاته المطوّلة.

ما الذي يعود به التنظير على صاحبه مقابل ما تعود به التكنولوجيا على العاملين في حقولها من أسباب العيش السارّة؟، السؤال في الواقع مباشرة هو: كم يقبض المنظّر مقابل ما يقبضه نظيره العامل في حقل التقنية أيّاً ما كان مجال ذلك الحقل وأيّاً ما كان موقعه فيه؟.

نتحفظ على الإجابة صراحة على السؤال في صورته الأخيرة، لأسباب تتعلّق بحفظ ماء الوجه الخاص بالمنظرين من أمثالنا، أو ربما بالأحرى لأن الجميع يعرف الإجابة سلفاً.

من أجل كل ما سبق ألا يستحق من يصبر على قراءة هذه الكلمات الثناء كله، بوصفه الوجه الأكثر تألقاً في كل ما يمت للتنظير بصلة من صُوَر في أمثال هذه البقع من العالم، وهو لا يزال حريصاً على أن يدفع ليقرأ والمغريات (بالحق والباطل) تناديه من كل صوب: هيت لك؟.

الصفحات