كتاب " من الحطب الى الذهب " ، تأليف د.
قراءة كتاب من الحطب الى الذهب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
بقوا على هذه الحال أياما وهم ينتظرون أن يروا أحدا أو يراهم أحد فيدلهم على البلد.. ولكن لا أحد يمر بذلك الوادي.. فهو واد مجهول.. وليس حوله مكان مأهول وازداد الكرب بالإخوة.. وملّوا حياة الصحراء وشعروا بوحشة شديدة تلازمهم في النهار وتخيم عليهم في الليل..
وفي ذات يوم صعد صفير على مرتفع من الأرض.. ونظر إلى ما حوله.. ورأى منـزلا صغيرا لا يبعد عنهم كثيرا فجاء مسرعا إلى أخويه وقال لهما هيا بنا إلى منـزل صغير رأيته عن بعد..
وفرح الإخوة بهذا الاكتشاف الجديد وساروا خلف صفير.. وجدوا في السير حتى وصلوا ذلك المنـزل.. فوجدوا عند بابه سيدة
فسلموا عليها وردت عليهم السلام.. وتقدم صفير إلى المرأة فقال لها:
- أيها السيدة المحترمة.. إننا أطفال ضائعون.. وفي متاهة هذا الوادي هائمون.. وقد رأينا منـزلك ففرحنا به.. وجئنا إليه.. وكأنه بيتنا.. فنرجّو أن تسمحي لنا بالدخول إلى الصباح.. وبعد ذلك سوف نذهب إلى بلدنا.!!
فقالت لهم السيدة إنني أرحب بكم وأفتح لكم باب البيت على مصراعيه.. ولكن قبل أن تدخلوا لا بد أن تعرفوا أن المنـزل منـزل غول شرس.. وأنا أخشى عليكم منه وأخاف على شبابكم أن يحطمه هذا الغول.!!
فقال لها صفير افتحي لنا الباب.. وسوف نخبئ عنه فلا يرانا فأدخلتهم المرأة في المنـزل وأطعمتهم وسقتهم.. وأخبرتهم بموعد مجيء الغول ليأخذوا حذرهم.!!
وجاء موعد حضور الغول فدخل الإخوة الثلاثة تحت السرير لأنه آمن مكان يختبئون فيه..
وحضر الغول الذي هو زوج المرأة.. وشوى خروفا كان أحضره معه فأكله.. ثم نام في سريره.. ولم يحس بوجود هؤلاء الإخوة.. مع أنه مرهف الحس.. شديد الشم.. كما أنه يتمتع بكثير من الحواس التي لا يتمتع بها البشر وله سبعة رؤوس في كل رأس عينان وأذنان.. وأنف وشفتان.. ومع ذلك فإن هذا الغول لم يستطع أن يحس بوجودهم تحت سريره.!!
وجلس الأخ الصغير صفير في أثناء الليل من غير شعور.. فارتطم رأسه بالسرير فقال اح.! قالها من شدة الألم مكرها.. فسمع الغول هذه الكلمة.. وقال لزوجته.. من الذي عندك في هذا البيت؟!
وقام الغول من فوق السرير.. وذهب ليغلق الأبواب والنوافذ حتى لا يخرج من البيت أحد وفي هذه الأثناء.. قال صفير لأخويه اذهبا من هذه النافذة واختبئا خارج القصر.. وكان بجوار السرير سكين حاد فأخذها صفير.. واستعد لمنازلة الغول لعله يقضي عليه فيسلم من شروره.. وينقذ المسلمين أيضا من أضراره.. فإنه طالما اختطف أولاد الناس ومواشيهم.. وطال فجعهم في محبيهم.!!
وقالت زوجة الغول لصفير اضربه من رأسه الصغير ضربة واحدة ولا تزده على ذلك مهما حاول الزيادة.. ومهما أغراك بالمال.. واختفى صفير خلف الباب الذي سوف يعود منه الغول والسكين في يده وقد استعد لمنازلة الغول.. والقضاء عليه..
وعاد الغول بعد أن أغلق جميع الأبواب والنوافذ.. وكان صفير جاهزا فتقدم إليه وضرب رأسه الصغير فقطعه.. وبقى الغول بعد قطع رأسه لا يستطيع الحراك وإنما بقي فيه رمق من الحياة.. يستطيع معه أن يتكلم فقط.. وأن يعد وأن يغري.. وأن يتوعد ويهدد.. ولكنه لا يستطيع أن يفعل مما يقول شيئا.!!